للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


الصفحة ٧
ــ
ـ[عمود:١]ـ
مرا)) واجبا ومن جوامع كلمه, فها نحن اليوم نعلن للرأي العام بشخصين من عباد الله المفتنين الذين يسعون في الأرض فسادا ومن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ومن الذين يقولون ما لا يفعلون ومن الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم بالبراءة من أعمالهما وعقائدهما الزائفة وبالبراءة ممن تبعهما إلى يوم أن يتوبوا وينيبوا إلى بارئهم بإخلاص دون نفاق ويرعَوْا عن غيهم وضلالهم وتضليلهم وما ذلك على الله بعزيز ولا زلنا نحن إلى توفيق الله إياهم من المنتظرين.
من هما هذان الشخصان يا ترى؟ ليس في القطر الجزائري اليوم من مفتن كبير أحرز على قسب السبق في هذا الميدان سوى شيخ الحلول الذي فشى كذبه وانتشرت مفترياته في الأقطار الإسلامية بواسطة ورقته الضالة التي ما فتئت تروع المسلمين آنا بعد آن, بزورها وبهتانها وهو الذي ضمن لجماعة من فقرائه سعادة الدنيا والآخرة على أن يتربصوا الدوائر بالعلماء أينما حلوا وارتحلوا للقضاء عليهم خصوصا من صرح منهم بالإصلاح قولا وعملا, ولكن قد كشفهم الله وفضحهم شر فضيحة مرارا وتكرارا, وقد نظموا برنامجهم السري على الترتيب ليسهل عليهم الإتيان على آخر العلماء لذلك ابتدروا بالمصلح الكبير الأستاذ ابن باديس إذ انبعث أشقاهم فحمل عليه حملة الظالم بهراوة الظلم من رقية شيخ الحلول وتاريخ القضية معروف عند الخاص والعام.
ورغم هذا كله ماذا كان جواب الأستاذ ذو الشفقة والرحمة والعطف والحنان للظالم؟ لم يزد على معنى قول ولد آدم عليه السلام لأخيه (((لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين))) فرد الله كيد الظالم في نحره, وفي الآخرة قد عفا الأستاذ عن الجاني وعفا الله عنه وعنا وعنهم, ثم بعد ذلك ببرهة من الزمان مع ضعف في الحركة وضعوا المَدِيَة والهراوة حتى ذات وقت وهم في غفلة قد طرق سمعهم أمام المركز بمستغانم صوت عالم مؤمن خالص الإيمان يقول قال الله وقال رسول الله وكان السلف الصالح والأئمة الخ, فتفقدوا المَدِيَة

ـ[عمود٢]ـ
والهراوة فإذا هما على غاية ما يكون فخرجوا يسألون عن اسم العالم فقيل لهم إنه الشيخ مصطفى ابن حلوش وقبل أن يتم السؤال عنه انقلبوا مسرعين إلى داره فطافوا بها على قصد القضاء عليه كل يتمنى أن يفوز بالأولية ليكون صاحب قوله تعالى (((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه))) الخ, ولكن الله يدافع عن الذين آمنوا خصوصا منهم أهل العلم والعمل وهذا أحدهم.
فانتشر الخبر في المدينة حينا وامتدت الأيدي إلى قطع لحوم أولئك المجرمين إربا إربا حتى كفها أهل العقل الكامل وسلموا الأمر للحكومة ثم ما علمنا ماذا كان في القضية بعد, ولعله سمح كما فعل الأستاذ بن باديس, ثم بعد هذا بنحو عام وفي الأيام الأخيرة رأوا ولا بد من التضحية بعالم من المصلحين كما هو مقتضى برنامجهم السري في الفتك بعالم لكل عام, فتأملوا مشتركين في التدبير فاتفق رأيهم على الأستاذ الزاهري وعينوا من يقوم بالواجب وله الجنة بضمان شيخ الحلول, فأجاب بالسمع والطاعة قائلا أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين, ثم قال الذي عنده علم من الحلول أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك, وأخذ يسعى في الوقت ولم يأل جهدا في التجول والفحص عنه حتى لقيه بوهران في النهج مع بعض أصدقائه فحمل عليه بهراوته وبادره بضربة أو ضربتين فوقع في الأرض مغشيا عليه ولسان حال تلك الأرض يقول ألا لعنة الله على الظالمين. ففر الظالم واجتمع الخلق على الأستاذ وأبدوا استياءهم العميق من هذه الطائفة. .؟ ثم نشرت الجرائد أخبار الواقعة مع استنكارها لهذه الأفعال التي توالت على المسلمين وهي من مصدر واحد, ونحن هنا ببوقاعة يوجد عندنا بعض الأفراد من هذا الجنس وقد حاولوا أن يفتكوا ببعض علماء الإصلاح العاملين بجد واجتهاد باسم جمعية العلماء المسلمين لنشر العلم والفضيلة ولا زال البعض منهم يعقد اجتماعاته في سبيل هذا الغرض ولكن هيهات هيهات أن يفعلوا, على أنهم يعلمون إذا فعلوا والله لتنزل عليهم الصواعق

ـ[عمود٣]ـ
من السماء وتحملهم سواقي مائها حملا ولتخرج عليهم الأفاعي من الأرض وتأكلهم أكلا, هذا ما دعانا للبراءة من هذا المفتن قلنا هذا كدليل على صحة براءتنا وأنها عن حق واستحقاق وإلا فالرجل لا تحصى مثالبه أحدها ما قاله فينا في ورقته الضالة أنه أنقذ منا مئات الآلاف من الشرك وقال أن أهل مسجد بوقاعة يفعلون ويفعلون الخ.
وأما الثاني الذي أشرنا إليه مع صاحبنا هذا فهو أشد ضررا بالإسلام والمسلمين اليوم من الأول لعدم اقتصاره على وسيلة واحدة في إيصال الشر لهذه الأمة الذي بلغ سخطها عليه منتهاه, ذلك هو المغرور بالألقاب الأستاذ الخافظي الفلكي الأزهري رئيس جمعية علماء البدعة وجهال السنة ومحرر جريدة المعيار والنفاق (الإخراص) وصاحب التوقيع الخ الخ, وهو الذي يكتب في نفاقه كلمة الصلح يدعو جمعية العلماء إليها وتحت عنوان الصلح نجده مغريا متحاملا ويظن أنه دعى إلى الصلح ونصح! ونحن نعلم أن كثيرا من أهل الخير والفضل قد سعوا بالمباشرة والمشافهة على أن يقبل الصلح فأبى إلا أن يبقى أفسد المفسدين, ونحن أنفسنا أي بعض الأفراد منا قد عرض عليه الصلح فسفسطه ظنا منه أن سفسطته التي منها الرد على الشيخ الميلي في مراتب العبادة التي قد بلغت ١٥ عددا تكفيه لو يوجد في الخلق من لا يعقلها وقد كلمنا أيضا بعض أذنابه في موضوع الصلح فكرهوه وضاقت بهم الأرض بما رحبت في الجواب عنه وإلى الآن نتحقق أن جمعية العلماء المسلمين تحب الصلح الذي يحبه الله ورسوله على شرط أن لا يحلل حراما ولا يحرم حلالا فليتنازل الخافظي إلى هذه القاعدة الجامعة المانعة ثم إذا كبرت عليه نفسه للمشي إلى العلماء فإننا نلزمهم بالمجيء إليه أينما شاء وحيثما أراد للبادية أو المدن أو إلى السماء إذا علم أن ثم محلا للاجتماع وهذا فنه الخصوصي.
ولعلك تقول إنكم آذيتموني في الخطاب فكيف يمكن معكم الصلح فنقول لك أولا إنما الصلح مع العلماء الذين طالما آذيتهم ولم يؤذوك. وثانيا إذا قبلت الصلح بدون سفسطة فإننا

<<  <  ج: ص:  >  >>