للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنس، وعرفه أهل الحرمين (١) ومنهم الإمام العلامة ابن بركة البهلوي، أحد أعلام المذهب بعمان، ومقامه بالضرح من قرية بهلى، وقد بقي أثر مدرسته الشهيرة عند الكل، ومنهم سليمان بن عبد الملك بن بلال، من الزعماء المطاعين في أيامه وكان مسكنه مجز من صحار.

وبنو سليمة لهم قدم راسخ في المجد، إذ هم أبناء مالك بن فهم، ذلك المشهور بحروبه الطاحنة، وابنه سليمة، هو الذي قضى على ابيه في قضية مشهورة (٢) في تاريخهم، وكانت تلك


(١) أجل، لقد عرفه أهل الحرمين، حين هاجم الحرمين -كما ذكرنا-هو وأصحابه بلج بن عقبة، وأبرهة بن الصباح، وعلي بن الحصين .. وقتل من أهل الحرمين من قتل، وقد ذكرنا ص (٩٣) من قتلهم في إحدى وقائعه معهم. ومن عقائد هؤلاء الشراة تكفير مرتكب الكبيرة، والتبرّؤ من أصحاب رسول الله وآله صلى الله عليه وسلم، كعثمان وعلي رضي الله عنهما .. والرضا عن عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي رضي الله عنه.
أما الإمام مالك بن أنس، فقد عرف أبا حمزة -كما عرفه أهل الحرمين- ضالا عن طريق المسلمين، باغيًا عليهم، وكان ممن قتلهم هؤلاء الشراة -أبو حمزة وأصحابه- أحد شيوخ الإمام مالك، وهو سُمَيّ مولى أبي بكر رضي الله عنه. (ش)
(٢) يذكر السالمي في (تحفة الأعيان) أن مالك بن فهم بعد ما ملك عمان سبعين سنة، وكان قد مضى من عمره مائة وعشرون سنة، جاءته منيته على يد أحب الناس إليه، وأعظمهم شأنا لديه، وهو ولده سليمة.
وكان مالك قد جعل على أولاده الحرس بالنوبة، كل ليلة يحرس أحدهم مع جماعة من خواصه .. وفي ذات ليلة خرج مالك يعسّ، وكانت نوبة ابنه سليمة، وكان سليمة في ذلك الوقت قد لحقته سنة، فأغفا على ظهر فرسه، وهو متنكب كنانته، وفي =