للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٤ - (صحيح) حدَّثنا محمد بن كثير، نا سُفيان، عن منصورٍ وحُصين، عن أبي وائل، عن حُذيفة قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل يَشُوص فاهُ بالسواك (١).

وأما حديث حذيفة فهو في "الصحيحين".

قوله: "يَشُوصُ فَاه"، هو بفتح الياء وضمّ الشين المعجمة وبالصاد المهملة، ومعناه: يغسله بالسواك، أي: يدلكه وينظفه، فَسُمِّي السواك غُسلاً؛ لأنه ينظِّف الفم. قال الخطابي (٢): "يقال: شاصَه يشوصه، وماصه يموصه إذا غسله". قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (٣): "قال الحربي (٤) وأكثر أهل اللغة: معناه: يستاك عرضًا"، قال: "وقال أبو


= والخلاصة ما قاله الزرقاني في "شرح الموطأ" (٤/ ٣٣٦) -ونقل قول النووي في جواز السدل والفرق-: "ولكن الفرق أفضل؛ لأنه الذي رجع إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكأنه ظهر الشرع به، لكن لا وجوبًا" وانظر: "زاد المعاد" (١/ ١٧٥)، "التمهيد" (٦/ ٧٤)، "أحكام الشعر في الفقه الإسلامي" (٣٠٨) لطه فارس، و"القول الأغر في أحكام الشعر" لحسن بن زهوة.
(١) أخرجه البخاري (٢٤٦، ٨٨٩، ١١٣٦)، ومسلم (٢٥٥)، وقد بوّب عليه أبو داود: (باب السواك لمن قام بالليل).
(٢) "معالم السنن" (١/ ٣٢).
(٣) "مشارق الأنوار" (٢/ ٢٦٠).
(٤) عبارته في "غريب الحديث" (٢/ ٣٦٢) له:
"وشُصتُ فمي بالسواك أشُوصُهُ شَوْصًا: إذا غسَلْتُه"، ونقل عنه أبو موسى المديني في "المجموع المغيث" (٢/ ٢٢٨) أنه قال: "أي بسواك متخذ من هذا الشجر (الشوص) " وردّه بقوله: "ولا أرى أحدًا تابعه عليه"! وفيه: "وقيل: شصْتُ معرب، معنى غسلت بالفارسية ولا يصح ذلك".
وأسند السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (١/ ١٢٣) عن وكيع قال: "السواك هكذا، والشوص هكذا، ووصف أحمد بن بشر المرثدي الشوص بالطول، والسواك بالعرض".

<<  <   >  >>