الثالث: المتابعات السابقة تشهد لما قدمناه، ويؤكد ذلك أن خالدًا كان مضطربًا في هذا الحديث؛ فكان يقول أيضًا: عن يونس بن عبيد، عن الحسن، وسبقت الإشارة إلى ذلك. والظاهر أن الحديث محفوظ عن قتادة من وجه آخر؛ فقد أخرجه النسائي في "المجتبى" (١/ ١٧٧)، والدارقطني في "السنن" (١/ ٦٥)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١/ ٢٤١)، من طريق معاذ، عن أبيه هشام الدستوائي، عن قتادة، عن خلاس، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، رفعه، ولفظه: "أولاهن بالتراب". وهثام ثبت في قتادة، ومع هذا قال البيهقي عقبه؛ "هذا حديث غريب إن كان حفظه معاذ؛ فهو حسن لأن التراب في هذا الحديث لم يروه ثقة غير ابن سيرين عن أبي هريرة، وإنما رواه غير هشام عن ابن سيرين". قلت: روى غير واحد عن معاذ، عن أبيه، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب؛ قوله: "إذا ولغ السنور في الإناء؛ فاغسلوه مرتين أو ثلاثاً" عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ٣٢ - ٣٣)، وعبد الرزاق في "المصنف" (١/ ٩٩ رقم ٣٤٥)، وأبي عبيد في "الطهور" (رقم ٢١٩ - بتحقيقي)، والطحاوي في "شرح معانى الآثار" (١/ ٢٠٠)، والدارقطني في "السنن" (١/ ٦٧). وقال الدارقطني في "العلل" -كما سبق-: "وإنما رواه قتادة، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، وهو الصحيح". قلت: ورواه عن ابن سيرين جماعة غير قتادة، منهم: "هشام بن حسان: أخرجه مسلم في "صحيحه" (رقم ٢٧٩ بعد ٩١)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١/ ١٧٣ و ١٤/ ٢٠٣ - ٢٠٤)، وأبو عبيد في "الطهور" (رقم ٢٠٢ - بتحقيقي)، وعبد الرزاق في "المصنف" (١/ ٩٦/ رقم ٣٣٠)، وأحمد في "المسند" (٢/ ٢٦٥، ٤٢٧، ٥١٨)، والبزار في "المسند" (٢/ ق ٢٧٥/ ب)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١/ ٥٠ - ٥١/ رقم ٩٥)، وابن حبان في "صحيحه" (٢/ ٢٩٣ - ٢٩٤/ رقم ١٢٩٤ - مع "الإحسان")، =