المودة والحياء والعفة والأمانة. ومن السخونة أربعة أشياء: الموطأ الكفان المجلس باطن القدم. ومن الطيب أربعة أشياء: النفس النكهة الإبطان الفرج. تمت الأربعات. ومن الأشياء المهيجة للباءة: التقبيل، قال الأصمعي كل جماع لاقبل فيه فهو خداج يعنى ناقصا، وقال الجاحظ أربعة أشياء ممسوخة البركة: أكل الأرز البارد والبوس على النقاب والغناء من وراء الستارة والجماع في الماء وقالوا وأحسن الشفاه وأشدها تهيجا وأوفق ما رق الأعلى منها واحمرت ونظفت وحرفت وكان في الأسفل منها بعض الغلظ وإذا عض عليها اخضرت فإن القبلة لهذه الشفة أحلى واعذب وقالوا إن ألذا القبل قبلة ينال فيها لسان الرجل فم المرأة ولسان المرأة فم الرجل وذلك أنه إذا كانت الجارية نقية الفم طيبة النكهة فإنها تدخل لسانها في فم الرجل ادخالا ًيصيب ريقها وحرارة لسانها لسان الرجل فينحدر ذلك الريق وتلكالحرارة والتسخين إلى ذكر الرجل وفرج المرأة فيثير ذلك شبقهما ويقوي شهوتهما فيزداد لونها صفاء وحسن.
وما أحسن قول ابن المعتز:
وكم عناق لنا وكم قبل ... مختلسات حذار مرتقب
نقر العصافير وهي خائفة ... من النواطير يانع الرطب
وتلطف بن وكيع في قوله:
ظفرت بقبلة منه اختلاساً ... وكنت من الرقيب على حذار
ألذ من الصبوح على غمام ... ومن يرد النسيم على خمار
وأما كلام المجامع عند الباءة فإنه من كمال المسرة وتمام اللذة لأن كل من حواس الفاعل تكون مشغولة بلذة فالعين بلذة النظر والفم بلذة النظر والفم بلذة الرشف والأنف بلذة الطيب والذكر بلذة الجماع فيحتاج أن تكون الأذن ممتعة بلفظ المحبوب لا سيما إن كان ذلك الكلام مما يجلب الشهوة فتتكامل اللذة فإن الملتذ يريد أن يجد اللذات المتفرقة في شخص واحد ليتم باجتماعها صورة واحدة شريفة. قال الشاعر:
وفي أربع منى خلت منك أربعا ... فما أنا أدري أيهم هيج لي كربى
أوجهك في عيني أم الريق في فمي ... أم النطق في سمعي أم الحب في قلبي
وقال عمرو بن بحر الجاحظ كان بالهند امرأة تعرف بالألفية وذلك أنه كان قد وطئها ألف رجل وكانت أعلم زمانها بأحوال الباءة وأن جماعة من النساء اجتمعوا إليها فقالوا أيتها الأخت أخبرينا ما نحتاج إليه ونستعمله وما الذي يثبت محبتنا في قلوب الرجال وما الذي يتلذذون به ويكرهون من أخلاقنا وما ينبغي أن يعمل معهم ليستجلب له محبتهم قال نعم: أول كل شيء أقول لكم إنه ينبغي ألا يقع له نظر إلا على زينة.
قالوا وما الذي يجب على الرجل أن يتقرب به إلى قلب المرأة؟ قالت الملاعبة قبل الجماع والرهز بعد الفراغ.
قلن فما الذي يكون سبب محبتهم لبعضهم بعض واتفاقهم؟ قالت الأنزالين في وقت واحد؟ قلن فما الذي يفيد مودتهما وصحبتهما؟ قالت أنى يكون غير ما ذكرت لكم.
ثم سألوها عن أصناف الجماع فذكرت لهن ذلك أضربت عن ذكرها لكثرة أقسامها. ومن أراد ذلك فيلطالع الكتب المؤلفة فيها فإنها مشحونة بها.
وأما ميلهن إلى النكاح وشدة شبقهن فمنه ما حكى أنه كانت امرأة لها يسار وحال فخطبها رجل من يسار وحال وثروة فلم تفعل فقالت لها أمها يا بنية لم لا تتزوجين بهذا الرجل فإنك لا تجدين مثله فقالت لا أريده لني سمعت أن في وسطه أيراً عظيماً مثل الوتد ولا طاقة لي به قال فتشفع الرجل إلى أمها وسألتها أن تشفع فقالت له قد ذكرت لها أمرك فقالت أنها لاتطيق أيرك فقال زوجيني بها واشرطي لها على شرطاً أنني لا أدخل منه شيئاً إلا بأمرها ويكون في يدك تدخلين منه الذي تشتهين وتتركين الذي لا تريدينه فقالت لابنتها ذلك فقالت رضيت بهذا الشرط فلما كان ليلة العرس قالت له أمها أنت على الشرط قال نعم فلما دخلا بها قال لها تقدمي وامسكيه بيدك وأدخلي منه ما تريد ابنتك فأخذته بيدها وأدخلت منه مقدار عقدة وقالت يكفيك هذا قالت زيدي يا أماه عافاك الله فزادتها فلم تزل كذلك إلى أن لم يبق منه شيء فقالت أزيدك يا بنية فقالت إي والله يا أمي قالت يا بنية فأنت قلت لا طاقة لك به فوالله ما بقي معي منه شيء فقالت البنت أسخن الله عينيك والله لقد كان أبي يقول أنك أي شيء وضعت يدك عليه طارت البركة منه وأنا لا أعلم وقد علمت الآن.