للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفة شربة نافعة للهوى وعليل النوى: باسم الله اللطيف الحكيم يؤخذ على بركة الله ولطفه: ثلاثة مثاقيل من صافي وصال الحبيب، منقاة من عيدان الجفا وخوف الرقيب، وثلاث مثاقيل من برز الاجتماع، منخولة من غلت الهجران والانقطاع، وأوقيتين من خالص الود والكتمان، منزوعة من عيدان الصدر والهجران، ويؤخذ من عطر البخور ولثم الثغور وضم الخصور من كل واحد مثقالان، ويؤخذ مائة بوسة رمانية محكومة مرضوضة منها خمسون صغار سكريه، وثلاثون زق الحمام وعشرون عصافيرية ويؤخذ غنج حلبي وشخير عراقي من كل واحد مثقالان ويؤخذ أوقيتان من مص اللسان ولئم الفم مع الوجنتين، ويدق الجميع ويخلط ويذر على وزن ثلاثة دراهم غلمة مصرية، ويضاف إليها قرص الإعكان المطوية ويغلي بماء المحبة على شراب الشوق وخطب الطرب في مرحل العجلة ويصفي الجميع على ديبقي سلطاني ويحل فيه أوقيتان من شراب الرضاب ويشرب على الريق من ثغور الأحباب ويكون الغذاء مزورة يقطين الاشتياق ويضاف إليها قلب لوز العناق وماء ليمون الاتفاق ويتناول بعد ذلك ثلاثة أرطال من المدام ثلاثة أيام ويتبعه برطلين من شيل الساقين ويدخل الحمام، نافع مجرب والسلام.

بعث بعض الظرفاء إلى محبوبة له مروحة وبأوقة زهر وسكر نبات وشرابه وعود ففهمت مراده وبعثت إليه خيطاً أحمر من صباره وثلاث كمونات سود وغاسول وزر ففهم مقصودها وصبر، والمراد من فعله أنه أراد بالمروحة نزوح وبالزهر البستان وبالسكر النبات نبات وبالشرابة نشرب وبالعوذ نسمع الغناء، مقصودها أنها عرضت بالخيط الأحمر أنها حائض وبالصبارة أصبر وبالثلاث الكمونات ثلاث ليال والغاسول أغتسل وأزورك.

وأهدت بعض القينات إلى الملك العزيز بن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف في بعض الأيام كرة من العنبر فكسرها فإذا في وسطها زر ذهب وكانا يكتمان أمرهما خوفاً من السلطان فلم يفهم معنى ذلك فأرسل إلى القاضي الفاضل يسأله عن ذلك فقال ارتجالاً:

أهدت لك العنبر في وسطه ... زر من التبر دقيق اللحام

فالزر في العنبر معناهما ... زر هكذا مستتراً في الظلام

كتبت بعضهم على عصابتها أصعد وتمكن على بطن معكن.

وكتبت أم القاسم بنت بلبل العطار وكانت من كبار المساحقات على خاتمها مل من الباطل فرجع إلى الحق.

وأين هذا من قول بعضهن وقد قيل لها ارجعي إلى الحق فقالت الحق بعض مرادي.

وهذا من الأجوبة اللطيفة وما أحقها بقول القائل شعراً:

مغرمة بالسحاق أضحت ... تبكي عليه بكل عين

كما اتقنت من الهيول إلا ... تصنيف اسحق في حسيني

وحكى أ، رجلاً دخل إلى بيت فوجد امرأتين وهما يتساحقان فجذب التي هي فوق وقعد مكانها وقال هذا عمل يحتاج إلى حبال ورجال.

وقال آخر:

جرح يريد الفتيلة ... أيش تنفعه اللزقاق

وقال الشيخ زين الدين الوردي:

قولوا لمن تهوى السحاق الذي ... حرمه الله فما فيه خير

أخطأت يا كاملة الحسن إذ ... أقمت اسحق مقام الزبير

يحكى أن جدة بنت زياد المؤدب ذكرها المؤرخ الترحال نور الدين بن سعيد في كتابه المغرب وقال وهي من خنساء المغرب من نظمها وقد خرجت إلى وادي مدينة واد بالقرب مع جوار لها فسبحت معهن وكان لها فيهن هوى:

أباح الدمع أسراري بواد ... له في الحسن آثار بوادي

فمن نهر يطوف بكل روض ... ومن روض يطوف بكل وادي

ومن بين الظباء مهاة أنس ... لها لبي وقد سلبت فؤادي

لها لحظ ترقده لأمر وذا ... ك الأمر يمنعني رقادي

إذا سدلت ذوائبها عليها ... رأيت البدر في أفق السواد

كأن الصبح مات له شقيق ... فمن حزن تسربل بالحداد

وقالت ماجنة لمسحاقة ما في الدنيا أطيب من الموز قالت نعم إلا أنه ينفخ البطن.

<<  <   >  >>