للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيم قيم في حسن صنعته ... حاز الجمال على لطف من الترف

لو يخدم البدر أنقى من كلف ... لكنه لم يزل ما بى من الكلف

وقال شهاب الدين بن العطار في بلان يدعى موسى:

هيأ البلان موسى ... خلوة تحيى النفوسا

قلت ما أصنع فيها ... قال تستعمل موسى

وعلى ذكر موسة ذكرت واقعة لطيفة لركن الدين الوهراني وهي انه لما قدم إلى القاهرة المعزية مدح عز الدين موسك بن حكو الهدبانى خال صلاح الدين يوسف بن أيوب فأمر له بشيء لم يرضه فحضر مجلسه يوماً وفيه حفل كثير من الناس فقالا يا مولانا إلى أن أحلق رأسي هذه الساعة وانه الأمر إلى بعض الجمدارية أن يحضر الساعة ليحلقه لي بحضرتك فكاد الأمير أن يأذن له في ذلك ثم فهم مقصده فقال لبعض مماليكه أعطه مائة دينار وقل له خذ هذه وأحلق رأسك في الحمام فأخذها ومضر شاكراً فقال له بعض الحاضرين يا مولانا ما معنى هذه الحركة فقال أنه أراد إذا حلقه يقول يا مهتار موسك ردئ فيشتمنا في وجوهنا.

ولا بأس بايراد نبذة مما قيل في المشط إذا كان من لوازم الحمام وقال شرف الدين بن الحلاوى وقد طلب منه ثلاث أبيات تكتب على مشط برسم سلطان حلب الملك العزيز محمد بن الظاهر غازي:

حلت من الملك العزيز براحة ... غدا لثمها عندي أجل الفرائض

وأصبحت مفتر الثنايا لأنني ... حللت بكف بحرها غير غائض

وقبلت سامي خده بعد كفه ... فلم أخل في الحالين من لثم عارض

وللشيخ بهاء الدين الموصلي ولد الشيخ عوز الدين ملغزا فيه من أبيات:

ظننتم تصحيف مقلوبه يخ ... فى وليس الظن بالكاذب

قلت: ورد على سيدنا ومولانا أقضى القضاة بدر الدين محمد المخزومي المالكي الشهير بابن الدماميني رحمه الله كتاب من مكة المعظمة المشرفة بتاريخ تاسع عشر المحرم سنة إحدى وثمان مائة وفيه أنه اجتمع بمكة بالقاضي شهاب الدين بن حجر رحمه الله ووجد صحبته شخصاً يقال له ابن المرجانى وذكر القاضي شهاب الدين أن المشار إليه كان رفيقاً من اليمين إلى مكة المشرفة وأنشدنا له:

يا أماما سألته حل لغز ... شاطط عن مزار أهل الذكاء

أهمل الثلث باعتناء وقلب ... تره جاء قائد الشعراء

وذكر لي القاضي بدر الدين في مشرفته أنه من الألغاز الصبعة فينبغي أن تقع فكرة في حله.

قلت: اشتغلت الفكرة في حله فإذا هو لغز في مشط فتأمله ولقد أجاد قائله.

قال السراج الوراق ملغزا:

وبيضاء قد عانقتها وضممتها ... ولا قبح في جهري بهذا وأسراري

على أنه لالاعار فيها محقق ... وما سلمت والله قط من العارى

وقال بعض المتاخرين:

الأرب حمام بدا لي حميمه ... فظاهره ماء وباطنه نار

كإخوان هذا العصر من تلق منهم ... فللودّ إعلان وللحقد أسرار

<<  <   >  >>