فما كان صدر الحوش منشرحا به ... ولا كان قلب الماء فيه بطيب
وقال:
ومذ لزمت الحمام صرت فتى ... لطف يدارى من لا يداريه
أعرف حر الأشيا وباردها ... وأخذ الماء من مجاريه
وقال يستدعى:
من الرأى عندي أن تواصل خلوة ... لها كبد حرا وفيض عيون
تراعى نجوما فيك من نار قلبها ... وتبكى بدمع فائض كحزين
غدا قلبها صبا عليك وأنت أن ... تأخرت أضحى في حياض منون
وقال صدر الدين بن عبد الحق الحنفى رحمه الله تعالى:
وجنة لا تنفى نارها ... ندخلها وهي لنا مقصيه
نعيمنا فيها بلا طاعة ... عذابنا فيها بلا معصية
وقال أيضاً:
جهنم حمامكم نارها ... تقطع أكبادنا بالظما
وفيها عصاة لهم ضجة ... وان يستغيثوا يغاثوا بما
وقال شهاب الدين بن فضل الله:
وحمانا كعبة للوفو ... دحج إليها حفاة عراه
٣يكرر صوت أنابيبه ... كتاب الطهارة باب المياه وقال الشهاب محمود مضمنا:
قل لي عن الحمام كيف دخلته ... يا مالكى لتسر خلا مشفقا
أدخلته وألئك الأقوام قد ... شدّوا المآزر فوق كثبان النقا
وقال محي الدين بن تميم مضمنا:
لو كنت في الحمام والحنا على ... أعطافه ولجسمه لألأ
لرأيت ما يسبيك منه بقامة ... سال النضار بها وقام الماء.
وقال مضمنا:
عاينت في الحمام أسود وائبا ... من فوق أبيض كالهلال المسفر
فكأنما هو زورق من فضة ... قد أثقلته حمولة من عنبر
وقال جمال الدين بن نباتة مضمنا:
تأملت في الحمام تحت مآزر ... روادف غيد ما سناها بغائب
كأني من هذي وهاذيك ناظر ... بياض العطايا في سواد المطالب
وقال آخر في تعجيل الخروج منها:
خذ من الحمام واخرج ... قبل أن يأخذ منكا
حاثن عنه وإلا ... حدّث الحمام عنكا
وقال الشيخ جمال الدين بن نياتة في المفاضلة بين حمامات مصر وحمامات الشام:
أحواض حمامات شأم ... تسمعى لي كلمتين
لا تذكرى أحواض مصر ... فأنت دون القلتين
وأنشدنى من لفظه لنفسه الشيخ عز الدين الموصلى معاكساً للشيخ جمال الدين:
إليك حياض حمامات مصر ... ولا تنكبرى عندي بمين
حياض الشام أحلى منك ماء ... واطهر وهي دون القلتين
وقال الشيخ جمال الدين بن نباتة:
ولم أنسه كالفصن يمطره الحيا ... على أثر حمام ويعطفه الصبا
ويلثم بالمنديل أبيض سادجا ... فصار بضوء الخد أحمر مذهبا
وله:
دعاني صديق لحمامه ... فأوقعني في العذاب الأليم
نشر مزيد وماء قليل ... فبئس الصديق وبئس الحميم
وقال زين الدين بن الورى:
وما أشبه الحمام بالموت لامرء ... يذكر لكن أين من يتذكر
يجرد من أهل ومال وملبس ... ويصحبه من كل ذلك مئزر
وقال ابن وزير يشبه الماء على الرخام:
لله يوم بحمام نعمت به ... والماء من حوضه ما بيننا جارى
كأنه فوق شقات الرخام ضحى ... ماء يسيل على أثواب قصار
فقال ابن الوردي يهجوه:
وشاعر أوقد الطبع الذكاء له ... فكاد يحرقه من فرط أذكاء
أقام يجهد أياماً قريته ... وفسر الماء بعد الجهد بالماء
وقال المعمار أيضاً:
في صاحب الحمام أيرى قال لي ... أيلوم في حبي له وملامى
لا يشتفى أير عليه طهارة ... إلا بقلب الماء في الحمام
قال ابن وزير مثل قوله الآخر:
كأننا والماء من حولنا ... قوم جلوس حولهم ماء
وقال إبراهيم المعمار في المجون:
عاتبت أيرى إذ جاء ملتثما ... من عقله بالخرا فما اكترثا
بل قال لي حين نكته قسما ... ما جزت حمام قعره عبثا
كيف وفيه طهارتي وبه ... أقلب ماثي وأرفع الحدثا
وقال شيخ الشيوخ بحماه:
وقيم كلمت جسمى أنامله ... من غير ألسنة تكليم خرصان
أن أمسك اليد منى كاد يخلعها ... أو سرح الشعر أنكانى وأبكانى
فليس يمسك أمساكا بمعرفة ... ولا يسرح تسريحا بإحسان
وأنشدني الجناب المخدومي بن مكانس للشيخ بدر الدين بن الصاحب: