للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حكى أن ابن البطريق اسمه على حضر عند ابن السراج بن الجبلي ناظر دار الضرب والجيش في بغداد في وليمة عملها لأجل دار عمرها فلما خرج من عنده اجتمع بالوزير نصير الدين احمد بن الناقدي فسأله أين كنت قال في وليمة ابن الجبلي فقال الوزير قيل لي إن داره مليحة فقال نعم وقد علمت فيها:

دار السراج مليحة ... فيها تصاوير بمكنه

تحكى كتاب كليلة ... فمتى أراها وهي دمنة

الدعوات المشهورة دخول عبد اله بن المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل وكانت النفقة في يوم ملاكها وعرسها، قال ابن عبدوس في سنة عشرة وما بين ثمانية وثلاثين ألف ألف درهم وقيل خمسين ألف ألف درهم وكان يجري في كل يوم في جملة الجرايات على وكساه وأقطعه فم الصلح وكانت عليه ثمانين ألف دينار في السنة وبلغت نفقة أبيها في هذه الوليمة أربعين ألف ألف درهم وبلغت نفقة الحسن بن سهل على قواد المأمون وحملتهم فأوصلهم وخلع على الخاصة خلعا قيمتها سبعون ألف ألف درهم وجليت بوران على المأمون وقد فرش لها حصير من الذهب وجاءت جدة بوران بمكيل من الذهب مرصع بالدر والجوهر فيه در كبار فنثر على من حضر من النساء وفيهن أم جعفر وحمدونة بنت الرشيد وغيرهما فلم يمسسن منه شيئاً فقال المأمون شرفن أم محمد وأكرمنها فمدت كل واحدة يدها وأخذت حبة وبقى سائر الدر يتدحرج على حصير الذهب فقال المأمون قاتل الله ابن هانئ رأى ما نحن فيه حيث قال:

وكأن صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء در على أرض من الذهب

ونثرت أم الفضل بن سهل جدة مروان عليها يوم دخل بها المأمون ألف درهم في صينية ذهب وأوقد في تلك الليلة على المأمون شمعة عنبر وزنها أربعون منا ونثر في ملاكها كل شيء له قدر من الكراع والرقيق والكسى والصياغات والطيب والضياع والعقار والجواهر والدنانير والدراهم وكانت أسماء كل هذا مثبتة في رقاع وتلقى فمن التقط رقعة مضي إلى الخازن الذي لذلك الصنف فأخذه منه وكان للحسن بن سهل أربعون بغلا مرتبة لحمل الحطب تصرف كل يوم عدة دفعات أقامت تنقل سنة كاملة ولم يكفهم حتى قطعوا سعف النخل رطبا وصبوا عليه الدهن والزيت وأوقدوه.

<<  <   >  >>