للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة:

فسر ابن عقيل [إلى] في هذه الآية بمعنى: [مع] (١)، كما فسرها بهذا المعنى في قوله تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ} [آل عمران:٥٢] (٢).

فقال بعض المفسرين كما قال ابن عقيل: [إلى] بمعنى [مع] كما روي عن مجاهد، وقتادة (٣)، وقال به الفراء (٤)، والأخفش (٥)، والسمرقندي (٦)، والبغوي (٧)، وابن الجوزي (٨).

وقال آخرون: بل [إلى] على بابها كالنحاس (٩)، وابن عطية (١٠)، والقرطبي (١١)، وضمنوا الأكل معنى الإضافة والضم، أي: لا تضيفوا أموالهم وتضموها إلى أموالكم في الأكل.

وبعد هذا فمن المتيسر الجمع بين القولين؛ لأنه لا تناقض في نظري بينهما، فالمعنى المستفاد من الآية على كلا القولين واحد، ولذا فقد فسر بعض المفسرين الحرف وضمن كلامه المعنيين، ومنهم الطبري حيث قال: (ولا تخلطوا أموالهم - يعني اليتامى - بأموالكم فتأكلوها مع أموالكم) (١٢).


(١) وهذا استعمال صحيح، ينظر: مغني اللبيب ص ٨٥، الجنى الداني ص ٣٨٥.
(٢) وقد سبق ذكر الخلاف عندها، والذي ظهر لي فيهما واحد، ينظر: ص ١٥٤.
(٣) ينظر: جامع البيان ٦/ ٣٥٥، الدر المنثور ٢/ ٤٢٥، ٤٢٦.
(٤) معاني القرآن ١/ ٢١٨.
(٥) معاني القرآن ١/ ٢٢٤، وهو أبو الحسن علي بن سليمان، المعروف بالأخفش الصغير النحوي، له تصانيف منها: شرح سيبويه، مات سنة ٣١٥ هـ، له ترجمة في: سير أعلام النبلاء ١٤/ ٤٨٠، شذرات الذهب ٢/ ٢٧٠.
(٦) تفسير السمرقندي ١/ ٣٠٤.
(٧) معالم التنزيل ١/ ٣٠٩.
(٨) زاد المسير ٢/ ٥.
(٩) معاني القرآن ٢/ ٩.
(١٠) المحرر الوجيز ٢/ ٦.
(١١) الجامع لأحكام القرآن ٥/ ٩.
(١٢) جامع البيان ٦/ ٣٥٥.

<<  <   >  >>