للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المبحث الثالث المحكم والمتشابه]

موضوع هذا المبحث من الموضوعات المهمة الشائكة في علوم القرآن؛ لأنه لم ينل حظه من البحث والدراسة في جميع جوانبه، وقد اختلف العلماء في تعريف المحكم والمتشابه (١):

فقال النحاس (٢): (وأجمع هذه الأقوال: أن المحكم ما كان قائماً بنفسه لا يحتاج إلى استدلال، والمتشابه: ما لم يقم بنفسه واحتاج إلى استدلال) (٣)، وهذا هو ما اختاره ابن عقيل (٤).

وقد توقف بعض العلماء عن الكلام في المتشابه، ووضح الأمر شيخ الإسلام ابن تيمية حيث يقول: (والله ورسوله إنما ذم من اتبع المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، فأما من تدبر المحكم والمتشابه كما أمره الله، وطلب فهمه ومعرفة معناه، فلم يذمه الله، بل أمر بذلك ومدح عليه) (٥).

وقد اجتهد العلماء في ما يتعلق بالمحكم والمتشابه في كتاب الله جل وعلا، ومن أولئك ابن عقيل الذي أفرده بفصول في الواضح (٦)، ومن أمثلة اهتمامه في هذا الباب ما يلي:

قال ابن عقيل: ({لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦)} [الأنعام:٧٦]، أزال الاشتباه من قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر:٢٢]، {يَوْمَ يَأْتِي} [الأنعام:١٥٨]، {أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} [البقرة:٢١٠]، {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} [الأنعام:١٥٨]، وأنه ليس بالانتقال المشاكل لأفول النجوم اهـ) (٧).


(١) ينظر: الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٩.
(٢) هو الإمام أبو جعفر أحمد بن محمد المرادي المفسر المصري النحوي المعروف بالنحاس، من مصنفاته: معاني القرآن، والناسخ والمنسوخ، وإعراب القرآن، مات سنة ٣٣٨ هـ، له ترجمة في: سير أعلام النبلاء ١٥/ ٤٠١، شذرات الذهب ٢/ ٣٤٦.
(٣) معاني القرآن ١/ ٣٤٦، وينظر: المحرر الوجيز ١/ ٤٠٤.
(٤) ينظر: الواضح ٤/ ٥.
(٥) مجموع الفتاوى ١٣/ ٢٧٥.
(٦) ينظر: الواضح ٤/ ٥ - ٢٨.
(٧) الواضح ٤/ ٧.

<<  <   >  >>