للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما قال الطبري: (والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين قالوا: معناه: لا يؤدون زكاة أموالهم، وذلك أن ذلك هو الأشهر من معنى الزكاة، وإن في قوله: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧)} [فصلت:٧] دليلاً على أن ذلك كذلك؛ لأن الكفار الذين عنوا بهذه الآية كانوا لا يشهدون أن لا إله إلا الله، فلو كان قوله: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت:٧] مراداً بها الذين لا يشهدون أن لا إله إلا الله، لم يكن لقوله: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧)} [فصلت:٧] معنى؛ لأنه معلوم أن من لا يشهد أن لا إله إلا الله لا يؤمن بالآخرة، وفي إتباع الله قوله: {وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (٧)} [فصلت:٧] قوله: {الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت:٧] ما ينبئ عن أن الزكاة في هذا الموضع معنيٌّ بها زكاة الأموال) (١). والله تعالى أعلم.

[سورة الشورى]

قال تعالى: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١)} [الشورى:١١].

١٢٥/ ١ - قال ابن عقيل: ({لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:١١] الكاف زائدة، والمراد به: ليس مثله شيء، وإذا انحذفت الكاف ظهرت الحقيقة اهـ) (٢).

١٢٦/ ٢ - ويقول في موضع آخر: ({لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:١١] أزال الاشتباه من قوله: {عَيْنِي} [طه:٣٩] و {بِيَدَيَّ} [ص:٧٥] وأنها ليست جوارح ولا أبعاضاً اهـ) (٣).

الدراسة:

في كلام ابن عقيل مسألتان:


(١) جامع البيان ٢٠/ ٣٨٠.
(٢) الواضح ٢/ ٣٨٥.
(٣) الواضح ٤/ ٦.

<<  <   >  >>