للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الزجاج: (المُخْزى في اللغة: المذل المحقور بأمر قد لزمه بحجة) (١).

وقال الواحدي: ({يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} [التحريم:٨]، ... أي: لا يفضحهم ولا يهلكهم) (٢).

وقال السمعاني: (وقوله: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ} [التحريم:٨]، أي: لا يهينه ولا يفضحه، وهو إشارة إلى كرامة في الآخرة، يعني: يكرمه ويشرفه في ذلك اليوم ولا يهينه ولا يذله) (٣).

وقال الراغب: (خزي الرجل: لحقه انكسار إما من نفسه، وإما من غيره؛ فالذي يلحقه من نفسه هو الحياء المفرط ... والذي يلحقه من غيره، يقال: هو ضرب من الاستخفاف) (٤). والله أعلم.

[سورة الملك]

قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣)} [الملك:٣].

١٤٢/ ١ - قال ابن عقيل: (وقد نفى سبحانه التفاوت عن أفعاله بقوله: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} [الملك:٣]، فكان ذلك تنبيهاً على نفي النقائص عن صفاته اهـ) (٥).

الدراسة:

استنبط ابن عقيل فائدة من نفي الله التفاوت عن أفعاله: نفي النقائص عن صفاته، وهو كما قال؛ لأن إتقان الخلق يدل على كمال الخالق سبحانه.


(١) معاني القرآن ١/ ٥٠٠.
(٢) الوجيز ٢/ ١١١٣.
(٣) تفسير السمعاني ٥/ ٤٧٧، وينظر: لسان العرب ١٤/ ٢٢٦.
(٤) المفردات ص ١٦٥.
(٥) الواضح ٢/ ٣٧٧.

<<  <   >  >>