للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[سورة الأنعام]

قال تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦)} [الأنعام:٧٦].

٥٣/ ١ - قال ابن عقيل: ({لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦)} [الأنعام:٧٦]، أزال الاشتباه من قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [الفجر:٢٢]، {يَوْمَ يَأْتِي} [الأنعام:١٥٨]، {أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} [البقرة:٢١٠]، {أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} [الأنعام:١٥٨]، وأنه ليس بالانتقال المشاكل لأفول النجوم اهـ) (١).

الدراسة:

أشار ابن عقيل إلى مسألتين:

المسألة الأولى: الصفات الفعلية.

وهي الأمور التي يتصف بها الرب عز وجل فتقوم بذاته ومشيئته وقدرته مثل كلامه وإرادته ومحبته ورضاه واستوائه ومجيئه وإتيانه؛ فالسلف وأئمة السنة والحديث يقولون: إنه متصف بذلك كما نطق به الكتاب والسنة وهو قول كثير من أهل الكلام والفلسفة.

قال شيخ الإسلام: (فالرب سبحانه إذا وصفَ رسولُه بأنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة، وأنه يدنو عشية عرفة إلى الحجاج، وأنه كلم موسى بالواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة، وأنه استوى إلى السماء وهي دخان، فقال لها وللأرض: ائتيا طوعاً أو كرهاً؛ لم يلزم من ذلك أن تكون هذه الأفعال من جنس ما نشاهده من نزول هذه الأعيان المشهودة حتى يُقال: ذلك يستلزم تفريغ مكان وشَغْل آخر) (٢).

وأما الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة وغيرهم، فيقولون: لا يقوم بذاته شيء من هذه الصفات ولا غيرها (٣). قال الزمخشري: (إتيان الله: إتيان أمره وبأسه) (٤).


(١) الواضح ٤/ ٧.
(٢) دقائق التفسير ٦/ ٤٢٤.
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى ٦/ ٢١٧.
(٤) الكشاف ١/ ٢٨١، وينظر: التفسير الكبير ٥/ ١٨٢.

<<  <   >  >>