للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الراغب: ({يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الآية [الأنفال:١]، وأصل ذلك من النفل، أي: الزيادة على الواجب، ويقال له النافلة، قال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ} [الإسراء:٧٩]) (١).

وأما النافلة في الشرع، فقد عرفها: بما يثاب فاعله ولا يلام تاركه، وهذا هو تعريف كثير من الأصوليين (٢)، وأُورِد عليه أنه تعريف بالحكم، والأولى أن يقال: هو ما أمر الشارع به من غير إلزام (٣)، وهذا قريب في المعنى من تعريف ابن عقيل الثاني، والترغيب الذي أشار إليه إنما يكون من الشارع.

ومن هنا: يتقوى كلام ابن عقيل في التعريف الشرعي حيث عرفه بحكمه وبذاته، فجمع بينهما حتى يتضح المعرَّف أكثر وأكثر. والله أعلم.

[سورة الكهف]

قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (٢١)} [الكهف:٢١].

٩٣/ ١ - قال ابن عقيل: ({لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} [الكهف:٢١]، يقال: حققت الشيء وأحققته فهو حق، إذا كنت منه على يقين اهـ) (٤).

الدراسة:

أشار ابن عقيل إلى معنى لغوي من معاني: الحق، وهو الشيء الذي تكون منه على يقين.


(١) المفردات ص ٥٥٩، وينظر: التعريفات ص ٢٤٥.
(٢) ينظر: شرح مختصر روضة الناظر ١/ ٣٥٣، شرح الكوكب المنير ١/ ٤٠٢.
(٣) ينظر: الإحكام للآمدي ١/ ١١٩، المذكرة ص ١٩.
(٤) الواضح ١/ ٢٠٦.

<<  <   >  >>