للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

أولاً: أفضل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - القرن الأول، ثم الذين يلونهم، كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " (١)، وجاءت تزكيتهم في القرآن في غير ما موضع، ومنها قوله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٠٠)} [التوبة:١٠٠]، وأجمع على ذلك أهل السنة والجماعة (٢).

ثانياً: أن الصحابة - رضي الله عنهم - أصناف، ومن أصول أهل السنة والجماعة قبول ما جاء في الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم؛ فَيُقَدِّمون إجمالاً السابقين الأولين من المهاجرين ثم من الأنصار، ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل الثبات في غزوة الأحزاب التي نجم فيها النفاق، ثم أهل بيعة الرضوان، ثم من هاجر من قبل الفتح وقاتل أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى (٣).

قال شيخ الإسلام: (وتفضيل الجملة على الجملة لا يستلزم تفضيل الأفراد على كل فرد، فإن القرن الثالث والرابع فيهم من هو أفضل من كثير ممن أدرك الصحابة) (٤).


(١) أخرجه البخاري في كتاب الشهادات باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد (٢٦٥١)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (٢٥٣٥) من حديث عمران بن حصين - رضي الله عنه -.
(٢) ينظر: الصواعق المحرقة ص ٣١٥.
(٣) ينظر: مجموع الفتاوى ٣/ ١٥٢، الصواعق المحرقة ص ٣٢٣، معارج القبول ٣/ ١١٩٦.
(٤) منهاج السنة ٧/ ٢٤٠.

<<  <   >  >>