للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن كثير: ({وَمِنْهَا جَائِرٌ} [النحل:٩]، أي: حائد مائل زائغ عن الحق، قال ابن عباس وغيره: (هي الطرق المختلفة، والآراء والأهواء المتفرقة، كاليهودية، والنصرانية، والمجوسية (١)) (٢)، وبنحوه قال ابن عطية (٣)، وشيخ الإسلام (٤)، وغيرهم (٥). والله أعلم.

قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٤٣)} [النحل:٤٣].

٨٥/ ٢ - قال ابن عقيل: ({فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وهذا يعم ما يسوغ، وما لا يسوغ، ومن يعلم علة الحكم، ومن لا يعلم اهـ) (٦).

الدراسة:

استدل ابن عقيل بعموم اللفظ على أن العامي يسأل أهل الذكر في عموم المسائل مما يسوغ فيه الاجتهاد وما لا يسوغ فيه، ولمن يعلم علة الحكم ومن لا يعلمها.

وهذا المسألة لا بد فيها من التفصيل فأقول:

إن كان يستطيع الاجتهاد والنظر في الأدلة فلا يعذر بتركه؛ ولو كان في بعض المسائل (٧).


(١) المجوسية: هي عقيدة الذين أثبتوا أصلين اثنين مدبرين قديمين، يقتسمان الخير والشر، والنفع والضر، والصلاح والفساد، يسمون أحدهما: النور، والآخر: الظلمة، ينظر: الملل والنحل للشهرستاني ١/ ١٩٦، مجموع الفتاوى ٨/ ٢٥٨.
(٢) تفسير ابن كثير ٥/ ١٩٨٢.
(٣) المحرر الوجيز ٣/ ٣٨١.
(٤) مجموع الفتاوى ١٥/ ٢٠٢.
(٥) ينظر: معالم التنزيل ٣/ ٥٢، زاد المسير ٤/ ٣٢٨، الجامع لأحكام القرآن ١٠/ ٨١.
(٦) الواضح ٥/ ٤١٧.
(٧) ينظر: العدة ٤/ ١٢١٧، الإحكام للآمدي ٤/ ٢٢٣.

<<  <   >  >>