للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥)} [المؤمنون:١١٥].

١٢٠/ ٢ - قال ابن عقيل: (قال تعالى: {بَاطِلًا}، وقال: {عَبَثًا}، والعبث والباطل: ما خلا عن فائدة للفاعل أو لغيره اهـ) (١).

الدراسة:

هنا فسر ابن عقيل العبث والباطل بما خلا عن الفائدة للفاعل أو لغيره، وهو كما قال.

قال النحاس: (أي: لما قالوا إنه لا حساب ولا جنة و لا نار، قيل لهم هذا) (٢).

ويؤيد هذا سياق الآية بعدها حيث قال سبحانه: {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية [ص:٢٧]، فجاءت بأسلوب التقريع لظن الكفار أن خلق السماوات والأرض بلا فائدة.

قال الراغب: (ويقال لما ليس له غرض صحيح عبث، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون:١١٥]) (٣).

وقال الزمخشري: (باطلاً: خلقاً باطلاً لا لغرض صحيح وحكمة بالغة، أو مبطلين عابثين، كقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ} [الدخان:٣٨ - ٣٩]) (٤).

وقال القرطبي: (أي: هزلاً ولعباً، أي: ما خلقناهما إلا لأمر صحيح وهو الدلالة على قدرتنا) (٥).

وقال السعدي: (يخبر تعالى عن تمام حكمته في خلقه السماوات والأرض، وأنه لم يخلقهما باطلاً أي: عبثاً ولعباً من غير فائدة، ولا مصلحة) (٦).


(١) الفنون ١/ ٢٧١.
(٢) معاني القرآن ٦/ ١٠٦.
(٣) المفردات ص ٣٥٧.
(٤) الكشاف ٤/ ٩١.
(٥) الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ١٩١.
(٦) تفسير السعدي ٦/ ٤١٧.

<<  <   >  >>