للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١ - أن هذا هو قول أكثر العلماء، وهو وجه معروف عند العرب لا يخفى عليهم إذا خوطبوا به، وزيادة الكاف عندهم غير قليل (١).

٢ - أن في القول بزيادتها السلامة من إثبات المثل لله؛ لأن معنى الكاف: المثل (٢)، ... قال الزجاج: (ولا يجوز أن يُقال: المعنى: مثل مثله شيء؛ لأن من قال هذا فقد أثبت المثل لله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً) (٣).

٣ - أن في القول بزيادتها المبالغة وتوكيد نفي المثل، وذلك من وجوه: أ/ أن زيادة الحرف بمنزلة إعادة الجملة ثانياً (٤)، فعلى هذا يكون المعنى: ليس مثله شيء، ليس مثله شيء، وهذا توكيد لفظي. ب/ أن عادة العرب عند المبالغة في التشبيه زيادة الكاف، وهذا توكيد معنوي. قال ابن عطية: (الكاف مؤكدة للتشبيه، فبقي التشبيه أوكد ما يكون، وذلك أنك تقول: زيد كعمرو، وزيد مثل عمرو، فإذا أردت المبالغة التامة، قلت: زيد كمثل عمرو) (٥).

٤ - أن القول بأن [مثل] هي الزائدة قول بعيد؛ لأنها اسم، والقول بزيادة الحرف للتأكيد أولى من القول بزيادة الاسم، بل قال ابن هشام: (زيادة الاسم لم تثبت) (٦). وقال أبو حيان: (وما ذهب إليه الطبري وغيره من أن [مثل] زائدة للتوكيد كالكاف ليس بجيد؛ لأن [مثل] اسم، والأسماء لا تزاد بخلاف الكاف فإنها حرف فتصلح للزيادة) (٧).


(١) ينظر: المحرر الوجيز ٥/ ٢٨، الجنى الداني ص ٨٧.
(٢) ينظر: مغني اللبيب ص ١٨٥.
(٣) معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٣٩٥، وينظر: تفسير السمعاني ٥/ ٦٦، الجنى الداني ص ٨٧.
(٤) ينظر: الجنى الداني ص ٨٧، البرهان للزركشي ٤/ ٣١٠.
(٥) المحرر الوجيز ٥/ ٢٨.
(٦) مغني اللبيب ص ١٨٥، وينظر: الجنى الداني ص ٨٩، شرح العقيدة الطحاوية ١/ ١٢٤.
(٧) البحر المحيط ٧/ ٥١٠.

<<  <   >  >>