للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣ - أن القول: إن الاستثناء متصل، قد يوهم معنى فاسداً، قال العكبري (١): (قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً} [البقرة:٢٨٢]، الاستثناء منقطع ليس من جنس الأول، وقيل: هو متصل، والتقدير: لا تأكلوها بسببٍ إلا أن تكون تجارة، وهذا ضعيف؛ لأنه قال بالباطل، والتجارة ليست من جنس الباطل) (٢). وقال الزركشي: (إذ لو كان متصلاً لكان المعنى: فهل آمنت قرية إلا قوم يونس فلا يؤمنون، فيكون طلب الإيمان من خلاف قوم يونس، وذلك باطل؛ لأن الله تعالى يطلب من كل شخص الإيمان، فدل على أن المعنى: لكن قوم يونس) (٣)، وقال الشوكاني في قوله تعالى: {إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦)} [الواقعة:٢٦]: (وقيل الاستثناء متصل وهو بعيد؛ لأن التحية ليست مما يندرج تحت اللغو والتأثيم) (٤).

٤ - أن القول بأن الاستثناء منقطع لا يترتب عليه أي محذور، فهو أسلوب عربي فصيح، والقول بخلافه نوع من التكلف.

٥ - أن القول: إن الاستثناء متصل، يلزم منه: التقدير لمضمر، أو التضمين، وهذا خلاف الأصل، قال مكي: (ويجوز أن يكون على الاستثناء الذي هو غير منقطع، على أن يضمر في الكلام حذف مضاف تقديره: فلولا كان أهل قرية آمنوا، ويجوز الرفع على أن تجعل [إلا] بمعنى [غير] صفة للأهل المحذوفين في المعنى، ثم تعرب ما بعد إلا بمثل إعراب غير لو ظهرت في موضع إلا) (٥). والله أعلم.


(١) هو أبو البقاء عبدالله بن الحسين بن عبدالله العُكْبَري النحوي الحنبلي، جمع فنوناً من العلم، له من المصنفات: التبيان في إعراب القرآن، إعراب الحديث، مات سنة ٦١٦ هـ، له ترجمة في: طبقات الداوودي ١/ ٢٣١، شذرات الذهب ٥/ ٦٧.
(٢) التبيان في إعراب القرآن ١/ ٣٥١.
(٣) البرهان ٤/ ٢٣٧.
(٤) فتح القدير ٥/ ١٨٧.
(٥) مشكل إعراب القرآن ١/ ٣٥٤.

<<  <   >  >>