للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الزركشي: (إن بين الظن والعلم قدراً مشتركاً وهو الرجحان فتجوز بأحدهما عن الآخر) (١).

وقال الفيروزابادي (٢): (واعلم أن العلم على ثلاث درجات: أحدها: ما وقع من عيان وهو البصر، والثاني: ما استند إلى السمع وهو الاستفاضة، والثالث: ما استند إلى العلم وهو علم التجربة. على أن طرق العلم لا تنحصر فيما ذكرناه؛ فإن سائر الحواس توجب العلم، وكذا ما يدرك بالباطن وهي الوجدانيات، وكذا ما يدرك بالمخبِر الصادق وإن كان واحداً، وكذا ما يحصل بالفكر والاستنباط وإن لم يكن تجربة) (٣).

فتبين لي من كلام العلماء أن اختيار هذا اللفظ للاعتقاد الغالب الراجح؛ ليدخل فيه الاعتقاد اليقيني الجازم (٤) - إذا وجد - من باب أولى (٥)، كما أن فيه حث على التثبت والتأكد في الامتحان بما يُستطاع من الدلائل والأمارات (٦). والله أعلم.


(١) البرهان ٣/ ٣٤٦.
(٢) هو محمد بن يعقوب بن محمد أبو الطاهر الفيروزابادي - وبعضهم بالذال - الشيرازي اللغوي الشافعي، من مصنفاته: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، والقاموس المحيط، مات سنة ٨١٧ هـ، له ترجمة في: شذرات الذهب ٧/ ١٢٦، البدر الطالع ٢/ ١٤٩.
(٣) بصائر ذوي التمييز ٤/ ٩٢.
(٤) ينظر في تعريف العلم: المفردات ص ٣٨٤، التعريفات ص ١٥٥، المعجم الوسيط ص ٦٢٤.
(٥) ينظر: تفسير ابن كثير ٨/ ٣٥٠٠.
(٦) ينظر: التحرير والتنوير ٢٨/ ١٥٦.

<<  <   >  >>