للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي ... فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي

وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ ... وَنورُ الله لا يُهدى لِعاصي

(خامسًا: العبادة والذكر:

إن استدامة ذكر الله واستغفاره والثناء عليه من أجمل صور العبودية، وأسباب نقاء القلب وصحته وصفائه وطمأنينته {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:٢٨].

إن ذكر الله يعمر القلب نورًا ويملؤه سرورًا، بل إن القلب من دونه في ظلام وظلمة؛ لأن «في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البته إلا ذكر الله - عز وجل -، فإذا صار شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الأصالة واللسان تبع له، فهذا هو الذكر الذي يسد الخلة ويفني الفاقة، فيكون صاحبه غنيًّا بلا مال، عزيزًا بلا عشيرة، مهيبًا بلا سلطان، فإذا كان غافلًا عن ذكر الله - عز وجل - فهو بضد ذلك، فقير مع كثرة جِدَتِه، ذليل مع سلطانه، حقير مع كثرة عشيرته» (١).

وطالب العلم أولى الناس بالمحافظة على ذكر الله تعالى، وأن يكون له رصيد من السنن والنوافل والصيام وقيام الليل، وقراءة القرآن الكريم.

ويقبح بطالب العلم أن يكون مقصرًا في عباداته، فعن أبي عصمة عاصم بن عصام البيهقي قال: «بِتُّ ليلةً عند أحمد بن حنبل، فجاء بالماء


(١) الوابل الصيب ص (١٣٩ - ١٤٠).

<<  <   >  >>