للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: الرحمة بهم وإظهار الشفقة عليهم:

جعل الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قدوة الخلق في الرحمة والرأفة بالمؤمنين، ووصفه ربه بقوله: {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨].

وروى جرير بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ، لَا يَرْحَمْهُ اللهُ - عز وجل -» (١).

«فندب - صلى الله عليه وسلم - إلى الرحمة والعطف على جميع الخلق من جميع الحيوانات (٢)، على اختلاف أنواعها في غير حديث، وأشرفها الآدمي، وإن كان (٣) كافرًا، فكن رحيمًا لنفسك ولغيرك، ولا تستبد بخيرك، فارحم الجاهل بعلمك، والذليل بجاهك، والفقير بمالك، والكبير والصغير بشفقتك ورأفتك، والعصاة بدعوتك، والبهائم بعطفك، فأقرب الناس من رحمة الله أرحمهم بخلقه» (٤).

وَارْحَمْ بِقَلْبِكَ خَلْقَ اللَّهِ وَارْعَهُمُ ... فَإِنَّمَا يَرْحَمُ الرَّحْمَنُ مَنْ رَحِمَا

وَاقْصُدْ بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ خَالِقِنَا ... سُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ قَدْ بَرَى النَّسَمَا

وَاطْلُبْ جَزَا ذَاكَ مِنْ مَوْلَاكَ رَحَمَتَهُ ... لَا يَظْلِمُ اللهُ عَبْدًا كَانَ قَدْ كَرُمَا


(١) أخرجه البخاري (٩/ ١١٥) رقم (٧٣٧٦)، ومسلم (٤/ ١٨٠٩) رقم (٢٣١٩).
(٢) الإنسان على مستوى الجنس هو حيوانٌ، ولكنه يتميز عن سائر الحيوانات بأنه حيوانٌ ناطقٌ. والمقصود بالنطق: الاستعداد للعلوم والصنائع. ينظر: مفاتيح العلوم للخوارزمي ص (١٦٦)، والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير (١/ ٤١١).
(٣) في المطبوع: (وإذا كان)، والصواب ما أثبتناه.
(٤) شرح البخاري للسَّفِيرِي (٢/ ٥٠).

<<  <   >  >>