للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما ينبغي له إذا قال له الشيح: أفهمت؟ ألا يقول: نعم، حتى يتضح له المقصود إيضاحًا جليًا؛ لئلا يكذب ويفوته الفهم: ولا يستحي من قوله: لم أفهم؛ لأن استثباته يحصل له مصالح عاجلة وآجلة: فمن العاجلة؛ حفظه المسألة، وسلامته من الكذب بإظهاره فهم ما لم يكن فهمه (١).

ثالثًا: احترام الشيخ:

وهذا من الأدب الذي يلزم طالب العلم أن يسلكه، فلا يماري شيخه ولا يؤذيه، ولا يتعنت معه في الحوار والسؤال؛ فقد يحرم الطالب الفائدة، بشؤم تعامله مع شيخه، وما أغضب أحدٌ أستاذه إلا حُرم علمه.

قال ابن حزم - رحمه الله -: «إذا حضرت مجلس علم فلا يكن حضورك إلا حضور مستزيد علمًا وأجرًا، لا حضور مستغنٍ بما عندك؛ طالبًا عثرةً تُشِيعها، أو غريبةً تُشنعها، فهذه أفعال الأرذال، الذين لا يفلحون في العلم أبدًا، فإذا حضرتها على هذه النية فقد حصلت خيرًا على كل حال، وإن لم تحضرها على هذه النية فجلوسك في منزلك أروح لبدنك وأكرم لخلقك وأسلم لدينك» (٢).

إِنَّ الْمُعَلِّمَ وَالطَّبِيبَ كِلَاهُمَا ... لَا يَنْصَحَانِ إِذَا هُمَا لَمْ يُكْرَمَا

فَاصْبِرْ لِدَائِكَ إِنْ أَهَنْتَ طَبِيبَهُ ... وَاصْبِرْ لِجَهْلِك إِنْ جَفَوْتَ مُعَلِّمَا


(١) المجموع شرح المهذب (١/ ٣٧) بتصرف يسير.
(٢) الأخلاق والسير في مداواة النفوس ص (٩٢).

<<  <   >  >>