للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك لأن الغلو مُهلكٌ ويؤدي بالإنسان إلى الضلال والانحراف عن جادة الحق، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، قَالَهَا ثَلَاثًا» (١).

فعاقبة الغلو وخيمة، ومآله قبيح، انظر إلى النصارى كيف آل بهم الغلو في نبي الله عيسى - عليه السلام - إلى جعله إلهًا وربًا! وكيف آل الغلو بالخوارج حتى أوقعهم في تكفير المسلمين واستحلال دمائهم، حتى كفروا كبار الصحابة ومنهم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وما زال منهج الخوارج باقيًا في الأمة يضعف في عصر ويقوى في عصر آخر، وقد بلغ في هذا العصر أشده تكفيرًا للمسلمين واستهانةً بالدماء، وتشويهًا لصورة الإسلام في أقطاب الدنيا، فنسأل الله أن يكفي المسلمين شرورهم ويهديهم صراطه المستقيم.

فعلى المسلم أن يأخذ الأمر باعتدالٍ ورَوِيَّة، ويحذر الشذوذ والغلو، وأن يرفق بنفسه وإخوانه، وأن يتحبب إلى خلق الله ويحببهم لدين الله.

فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ» (٢).

وعن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَاّ زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَاّ شَانَهُ» (٣).


(١) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٥٥) رقم (٢٦٧٠).
(٢) أخرجه أحمد في المسند (٢٠/ ٣٤٦) رقم (١٣٠٥٢). وهذا الحديث وإن كان فيه مقال، لكنه حسن بشواهده.
(٣) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٠٤) رقم (٢٥٩٤).

<<  <   >  >>