للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نص العلماء على ذلك في كتبهم التي احتوت على مثل هذه الآداب:

قال الخطيب البغدادي - رحمه الله -: «وكذا يجب على المتعلم الاعتراف بفضل الفقيه, والإقرار بأن العلم من جهته اكتسبه, وعنه أخذه» (١).

ولذلك كان هدي العلماء والأئمة أنهم ينسبون كل خير وفضل لمشايخهم وأئمتهم:

قال أحمد بن حنبل - رحمه الله -: «هذا الذي ترون كله أو عامته من الشافعي، وما بت منذ ثلاثين سنة إلا وأنا أدعو للشافعي» (٢).

قال السعدي - رحمه الله - في مقدمة منظومته في القواعد الفقهية:

فَهَذِهِ قَوَاعِدٌ نَظَمْتُهَا ... مِنْ كُتْبِ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدْ حَصَّلْتُهَا

جَزَاهُمُ الْمَوْلَى عَظِيمَ الأَجْرِ ... وَالْعَفْوَ مَعْ غُفْرَانِهِ وَالْبِرّ

فهذا الإمام السعدي - رحمه الله - ينظم هذه المنظومة في القواعد الفقهية، ثم ينسب الفضل فيها إلى أهل العلم اعترافًا بعظيم فضلهم، وكريم منتهم عليه.

فما أجمل الاعتراف لأهل الفضل بالفضل، ورد المعروف لأهل المعروف.

•••


(١) الفقيه والمتفقه (٢/ ٢٨١).
(٢) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٩/ ٩٨).

<<  <   >  >>