للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَدَعِ التَّوَاضُعَ فِي الثِّيَابِ تَحَوُّبًا ... فَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُجِنُّ وَتَكْتُمُ

فَرَثَاثُ ثَوْبِكَ لَا يَزِيدُكَ زُلْفَةً ... عِنْدَ الإِلَهِ وَأَنْتَ عَبْدٌ مُجْرِمُ

وَبَهَاءُ ثَوْبِكَ لَا يَضُرُّكُ بَعْدَ أَنْ ... تَخْشَى الإِلَهَ وَتَتَّقِي مَا يَحْرُمُ (١)

كما يستحب لطالب العلم أن يعتني بنفسه من حيث النظافة والاغتسال والتطيب وإزالة الروائح الكريهة.

قال النووي -وهو يتحدث عن آداب طالب العلم إذا دخل مجالس العلم-: «وأن يدخل كامل الهيبة، فارغ القلب من الشواغل، متطهرًا متنظفًا بسواكٍ وقصِّ شاربٍ وظفرٍ وإزالةِ كريهِ رائحةٍ» (٢).

سابعًا: البعد عن مجالس اللغو واللغط:

إن مجالس طالب العلم التي يشهدها ويكتسب علمًا وأجرًا بحضورها هي مجالس العلم والتفقه والأدب، فهو ينأى بنفسه عن مجالس الباطل واللهو، التي يكثر فيها القيل والقال والغيبة والنميمة، والفحش والفجور والقصص الماجنة، والاستهزاء بالدين وأهله والسخرية منهم، بل قد يكون فيها الكفر الصراح والعياذ بالله تعالى.

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان:٧٢].

ومعنى الآية: «أي: لا يحضرون الزور أي: القول والفعل المحرم، فيجتنبون جميع المجالس المشتملة على الأقوال المحرمة أو الأفعال المحرمة، كالخوض في


(١) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (١/ ٣٨٢).
(٢) المجموع شرح المهذب (١/ ٣٦).

<<  <   >  >>