للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العار كالقتل أو أشدـ، فإن كسرت على القول الأول همزت فقلت: محائن كعجائز، وعلى الثاني لا تهمز كمعايش.

وفيها:

سعلاة ظلماء حرف لا تورعها ... خشاشة مثل حجل الساق والمسد

عطف المعرفة على النكرة، والعطف نظير التثنية وأنت لا تجمع في التثنية بين المعرفة والنكرة، وفرق [٣٠٤]، بينهما الذي جاز هذا لأجله أن العطف يتباين وفيه الاسمان، ويمتاز أحدهما من صاحبه، والتثنية يصاغ لها فلا يكونان إلا من لفظ واحد، وأما قوله (لنا قمراها) و (وجزاني الزهدمان) و (سيرة العمرين)، فإنك لم تجمعها إلا بعدأن سميت كل واحد منهما باسم صاحبه فصارا كأنهما قمر وقمر، وعمر وعمر، وزهدم وزهدم، لولا ذاك لم يصغ من اسمين مختلفين اسم واحد من لفظ واحد، ألا ترى أنك لما لم ترد هذا وعمدت إلى صياغة اسم واحد من اسمين البتة ضممت بعض حروف احدهما إلى بعض حروف صاحبه فقلت: عبقسي وعبدري وعبشمية ومرقسي، ومما جاء من عطف المعرفة على النكرة قوله:

[أرمي عليها وهي فرع أجمع] ... وهي ثلاث أذرع والأصبع

إلا أن النكرة التي هي خشاشة موصوفة فهي أقرب [٣٠٥] من المعرفة.

<<  <   >  >>