مهشة لدليج الليل صادقة ... وقع الهجير إذا ما شحشح الصرد
شحشح: صاح، لك في نصب (وقع الهجير) مذهبان، إن شئت على أنه مفعول صادقة كقولك:(صدقت القتال) أي بالغت فيه ووفيته ما يجب له، فإن شئت على أنه تمييز مشبه بالمفعول كقوله
أجب الظهر والشعر الرقابا
وقوله، أنشدنا أبو علي [من الطويل]:
لقد علم الايقاظ أخفيه الكرى ... تزججها من حالك واكتحالها
لا تستزاد ولا تثني براكبها ... إذا تفاضلت العيدية النجد
قالوا: النجود الماضية، ولا تثني براكبها أي: لا تؤخره حتى ينثوي عليه، والعيدية: الإبل منسوبة إلى عيدان بن مهرة. ينبغي على هذا القول أن يكون [٣٠٦] العيدية مما غيرته ياء الإضافة كقولهم في أمس: أمسي، وفي الدهر: دهري، وفي الحمض: ابل حمضية، وفي الرمل: رملية، ونظائره كثيرة. وأما (عيدان) فينبغي أن يكون من نخلة عيدانة إن ينصرف لأن النون أصلية لأنه من (عدن بالمكان) أي أقام به، وذلك لطول لبث النخل، وإن كان (عيدان) كرحيان إذا جعلته (فيعلان) مخففا فإنه لا ينصرف.
وقال [من الطويل]:
وإن رددوا فيها النسوع تباعدت ... بها صعداوي كل أحمر بازل
أي: تباعدت اجوافها بالنسوع قبل تنفس صعداوي، وكل جمل بازل، وصعداواه تناهى ما بين نفسيه، فـ (صعداوى) على هذا التفصيل منصوب على الظرف من المكان.