وَإِنَّمَا ذكرت ابْن الأخرم لكَونه من الحديثية المتحكمين النيسابوريين، وَإِنَّمَا هَذَا الْفَرِيق بِتِلْكَ الديار شافعية لَا غير، ولغير هَذِه الْقَرِينَة مِمَّا يدل على ذَلِك من حَال أبي عبد الله.
ثمَّ رَأَيْت بعد ذَلِك مَا أوجب توقفا فِي دُخُوله فِي هَذَا الْكتاب، وَهُوَ أَن الْحَاكِم - وَإِن كَانَ كَلَامه بدل وَقفه بَينه وَبَين ابْن الأخرم - ذكر فِي أول " المناقب " غميزة بَعضهم للشَّافِعِيّ رَضِي الله عَنهُ فِي رِوَايَة الحَدِيث، ثمَّ قَالَ: وَقد كَانَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يَعْقُوب ابْن الأخرم - رحمنا الله وإياه - يهذي بِهَذَا أَحْيَانًا، فَيَقُول: إِن مُسلم بن الْحجَّاج قد روى فِي " الْمسند الصَّحِيح " عَن جمَاعَة من أَصْحَاب الشَّافِعِي: حَرْمَلَة بن يحيى، وَيُونُس بن عبد الْأَعْلَى، وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن وهب، ثمَّ لم يودع " الْمسند الصَّحِيح " عَنْهُم شَيْئا من رواياتهم عَن الشَّافِعِي.
سمع إِبْرَاهِيم بن عبد الله السَّعْدِيّ، وَذكر أَن مُحَمَّد بن يحيى الذهلي توفّي وَهُوَ ابْن ثَمَانِي سِنِين، وَكَانَ وَالِده يجْتَهد على أَن يحضرهُ مَجْلِسه، فَلم يفعل حَتَّى مَاتَ، وَحمل إِلَى جنَازَته، فصلى عَلَيْهِ، فَقيل لِأَبِيهِ: فَوت ابْنك مُحَمَّد بن يحيى فَلَا تفوته سَائِر الشُّيُوخ، فَحمل إِلَى إِبْرَاهِيم بن عبد الله، وَسمع: عَليّ بن الْحسن الْهِلَالِي، وحامد بن أبي حَامِد الْمُقْرِئ، وَمُحَمّد بن عبد الْوَهَّاب الْعَبْدي، وَيحيى بن مُحَمَّد بن يحيى الشَّهِيد، وأقرانهم، ثمَّ طبقتين بعدهمْ، وَأكْثر.
وَكَانَ يَحْكِي بِخَطِّهِ خطّ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي.