(فالعين تبصر من تهوى وتفقده ... وناظر الْقلب لَا يَخْلُو من النّظر)
٤٤٥ - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن خلصة بن فرج بن مُجَاهِد بن أبي الْخِصَال الغافقي النَّحْوِيّ الأديب
الْكَاتِب البارع الْفَقِيه الْمُحدث الْجَلِيل ذُو الوزارتين، أَبُو عبد الله. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة وَالْحجّة والاتقان لصناعة الحَدِيث، والمعرفة بِرِجَالِهِ، وَالتَّقْيِيد لغريبه، وَمَعْرِفَة اللُّغَة وَالْأَدب، وَالنّسب والتاريخ، مُتَقَدما فِي ذَلِك كُله، وَأما الْكِتَابَة وَالنّظم فَهُوَ إمامهما الْمُتَّفق عَلَيْهِ، والمتحاكم فيهمَا إِلَيْهِ؛ لم يكن فِي عصره مثله؛ مَعَ فضلٍ ودينٍ وورعٍ، أَصله من فرغليط، وَسكن قرطبة وغرناطة، وروى عَن أبي الْحسن بن الباذش والغساني وَخلق، وَعنهُ ابْن بشكوال وَابْن مضاء وَغَيرهمَا.
وَله كتب وَشعر، وتآليف أدبية مَشْهُورَة. قتل شَهِيدا بقرطبة، قَتله رجال ابْن غانية يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة، ومولده سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة، وَكَانَ آخر رجال الأندلس علما وفهماً وذكاءً وتفنناً فِي الْعُلُوم.