للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأشعار وَالْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي، جَالس ابْن الْحداد الْفَقِيه الشَّافِعِي، وتتلمذ لَهُ، وَسمع من أبي عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ وَأبي جَعْفَر الطَّحَاوِيّ، وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الزّهْد وأحوال الصَّالِحين، عفيفاً متنسكاً وَيظْهر الاعتزال؛ اجْتمعت فِيهِ أدوات الأدباء وَالْفُقَهَاء والصلحاء والعباد والمتأدبين، وَبلغ ذَلِك مبلغا جَالس بِهِ الْمُلُوك، وَكَانَ يظْهر الْكَلَام فِي الْأَسْوَاق فِي الاعتزال، فَيحْتَمل لما هُوَ عَلَيْهِ، وَلَحِقتهُ السَّوْدَاء فاختلط، ثمَّ زَادَت عَلَيْهِ الوسوسة، وواصلته السَّوْدَاء إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين وثلاثمائة بِمصْر، وَولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.

وَمن شعره:

(من لم يكن يَوْمه الَّذِي هُوَ فِيهِ ... أفضل من أمسه وَدون غده)

(فالموت خير لَهُ وأروح من ... حَيَاة سوء تفت فِي عضده)

٤٦٣ - مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الزامي النَّحْوِيّ أَبُو جَعْفَر

قَالَ الثعالبي: هُوَ من أَفْرَاد الأدباء وَالشعرَاء بخراسان عَامَّة، وحسنات نيسابور خَاصَّة، سابقٌ فِي ميادين الْفضل، رَاجِح فِي مَوَازِين الْعقل، ترقت حَاله من التَّأْدِيب إِلَى التصفح فِي ديوَان الرسائل ببخارى، وَبعد صيته.

وَله شعر كعدد الشّعْر، غلب عَلَيْهِ الجناس؛ حَتَّى كَانَ يذهب بهاؤه. فَمن ذَلِك قَوْله:

(مضى رَمَضَان المرمضي الدّين فَقده ... وَأَقْبل شَوَّال يشول بِهِ قهرا)

(فيالك شهرا أشهر الله قدره ... لقد شهرت فِيهِ سيوف العدا شهرا)

<<  <  ج: ص:  >  >>