وَمن الْعَجَائِب أَنه مَعَ فرط كرمه وبذله الآلاف فِي غَايَة الْبُخْل على الطَّعَام؛ حَتَّى كَانَ يَقُول: إِذا رَأَيْت شخصا يَأْكُل طَعَامي أَظن أَنه يضربني بسكين.
وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا، مَعَ الدّين والصيانة واللطف والظرف.
شرح التَّلْخِيص، والتسهيل إِلَّا قَلِيلا. واعتنى بالأجوبة الجيدة عَن اعتراضات أبي حَيَّان. وَمَات فِي ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة.
٥٠٩ - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد الْهَاشِمِي
اللوشي الأَصْل المالقي أَبُو عبد الله. يعرف بالطنجالي؛ قَالَ ابْن الزبير: مُحدث فَاضل، نحوي، ورع، زاهد، لَازم ابْن عَطِيَّة، وانتفع بِهِ، وتخلق بِكَثِير من خلقه، وَأَبا الْحسن الغافقي. وَسمع أَيْضا من أبي عَليّ الزندي وَأبي الْقَاسِم بن الطيلسان وَجَمَاعَة، وَكَانَ يحترف صناعَة التوثيق، من أبدع أهل زَمَانه، من أهل الْفضل وَالدّين؛ لَا يَأْكُل إِلَّا من كَسبه، أَو مِمَّا يعلم أَصله، ويجيب إِلَى الْوَلِيمَة، وَلَا يَأْكُل مِنْهَا.
وَجلسَ بعد موت شَيْخه أبي مُحَمَّد الْبَاهِلِيّ فِي قبْلَة الْجَامِع الْكَبِير بمالقة يتَكَلَّم على صَحِيح البُخَارِيّ.
وَمَات سنة ثَلَاث وَخمسين وسِتمِائَة عَن نَحْو خمسين سنة.
٥١٠ - مُحَمَّد يُوسُف بن حُبَيْش - بِفَتْح الْحَاء - أَبُو بكر الأديب الْعَالم البارع النَّحْوِيّ
من شُيُوخ أبي حَيَّان. كَانَ حَيا بتونس سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(يَا من خلقناه لمحض وفاقنا ... وَالنَّفس تغريه بطول عنادنا)
(أَعرَضت عَنَّا واعترضت قضاءنا ... فَمَتَى يَصح لَك إدعاء ودادنا!)
(سلم لنا فِي حكمنَا من حكمةٍ ... فمرادنا مِنْك الرِّضَا بمرادنا)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute