وَله من التصانيف: شرح البُخَارِيّ، شرح المواقف، شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، سَمَّاهُ السَّبْعَة السيارة، شرح الْفَوَائِد الغياثية فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، شرح الْجَوَاهِر، أنموذج الْكَشَّاف، حَاشِيَة على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ، وصل فِيهَا إِلَى سُورَة يُوسُف، رِسَالَة فِي مَسْأَلَة الْكحل.
مَاتَ بكرَة يَوْم الْخَمِيس سادس عشر الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بطرِيق الْحَج، فَنقل إِلَى بَغْدَاد وَدفن بقبرٍ أعده لنَفسِهِ؛ بِقرب الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ.
٥١٦ - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان الإِمَام أثير الدّين أَبُو حَيَّان الأندلسي الغرناطي
النفزي، نِسْبَة إِلَى قَبيلَة من البربر، نحوي عصره ولغويه ومفسره ومحدثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه، ولد بمطخشارش، مَدِينَة من حَضْرَة غرناطة فِي آخر شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة، وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي جَعْفَر بن الطباع والعربية عَن أبي الْحسن الأبذي وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَابْن أبي الْأَحْوَص وَابْن الصَّائِغ وَأبي جَعْفَر اللبلي، وبمصر عَن الْبَهَاء ابْن النّحاس وَجَمَاعَة. وَتقدم فِي النَّحْو، وأقرأ فِي حَيَاة شُيُوخه بالمغرب، وَسمع الحَدِيث بالأندلس وإفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نَحْو أَرْبَعمِائَة وَخمسين شَيخا؛ مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن بن ربيع وَابْن أبي الْأَحْوَص والرضي الشاطبي والقطب الْقُسْطَلَانِيّ والعز الْحَرَّانِي، وَأَجَازَ لَهُ خلق من الْمغرب والمشرق؛ مِنْهُم الشّرف الدمياطي، والتقي ابْن دَقِيق الْعِيد والتقي ابْن رزين، وَأَبُو الْيمن بن عَسَاكِر، وأكب على طلب الحَدِيث وأتقنه وبرع فِيهِ، وَفِي التَّفْسِير، والعربية، والقراءات، وَالْأَدب، والتاريخ؛ واشتهر اسْمه، وطار صيته، وَأخذ عَنهُ أكَابِر عصره، وتقدموا فِي حَيَاته كالشيخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ، وولديه، وَالْجمال الْإِسْنَوِيّ، وَابْن قَاسم، وَابْن عقيل، والسمين وناظر الْجَيْش، والسفاقسي، وَابْن مَكْتُوم، وخلائق.