للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(دنيا مغبة من أثرى بهَا عدم ... وَلَذَّة تَنْقَضِي من بعْدهَا نَدم)

(وَفِي الْمنون لأهل الْكتب مُعْتَبر ... وَفِي تزودهم مِنْهَا التقى غنم)

(الْمَرْء يسْعَى لفضل الرزق مُجْتَهدا ... وَمَاله غير مَا قد خطه الْقَلَم)

(كم خاشع فِي عُيُون النَّاس منظره ... وَالله يعلم مِنْهَا غير مَا علمُوا)

قَالَ: وَقَالَ بعد أَن أَتَت عَلَيْهِ مائَة:

(حَنى الدَّهْر من بعد استقامته ظَهْري ... وأفضى إِلَى صِحَاح عيشته عمري)

(ودب البلى فِي كل عُضْو ومفصل ... وَمن ذَا الَّذِي يبْقى سليما على الدَّهْر!)

٦٤١ - أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ابْن فليته بن سعيد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الزبير الغساني الْمصْرِيّ أَبُو الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بالرشيد الأسواني

قَالَ ياقوت: كَانَ كَاتبا شَاعِرًا، فَقِيها نحوياً لغوياً عروضياً، مؤرخاً مهندساً منطقياً، عَارِفًا بالطب والموسيقى والنجوم، متفننا. وَكَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر فضلا فِي فنون كَثِيرَة، وَهُوَ من بَيت كَبِير بالصعيد.

وَله تآليف نظم ونثر، مِنْهَا: منية الألمعي وبلغة الْمُدَّعِي؛ يشْتَمل على عُلُوم كَثِيرَة، وجنان الْجنان وروضة الأذهان فِي شعراء مصر، وشفاء الْغلَّة فِي سمت الْقبْلَة.

ولي النّظر بثغر الاسكندرية، والدواوين السُّلْطَانِيَّة بِمصْر، ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن وتقلد قضاءها، وتلقب بقاضي قُضَاة الْيمن، وداعي دعاة الزَّمن، ثمَّ سمت نَفسه إِلَى رُتْبَة الْخلَافَة، فَأَجَابَهُ قوم إِلَيْهَا، ونقشت لَهُ السِّكَّة، ثمَّ قبض عَلَيْهِ، وأنفذ مكبلا إِلَى قوص، وسجن بهَا. ثمَّ ورد كتاب الصَّالح بن رزيك بِإِطْلَاقِهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ، وَلما دخل أَسد الدّين شيركوه إِلَى الْبِلَاد، مَال إِلَيْهِ وكاتبه، فاتصل ذَلِك بوزير العاضد، فتطلبه إِلَى أَن ظفر بِهِ، وأشهره وصلبه؛ وَذَلِكَ فِي محرم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.

<<  <  ج: ص:  >  >>