للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٩١٧ - إِسْمَاعِيل بن عباد بن مُحَمَّد بن وزيران أَبُو الْقَاسِم الْكَاتِب الإصبهاني

قَالَ السلَفِي: من بَيت الرياسة وَالْكِتَابَة، فَاضل فِي الْأَدَب والنحو، بارع فِي الترسل؛ سمع مَعنا الحَدِيث على شُيُوخنَا.

٩١٨ - إِسْمَاعِيل بن عباد بن الْعَبَّاس بن عباد بن أَحْمد بن إِدْرِيس الطَّالقَانِي أَبُو الْقَاسِم الْوَزير الملقب بالصاحب كَافِي الكفاة

ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَعشْرين وثلاثمائة، وَأخذ الْأَدَب عَن ابْن فَارس وَابْن العميد، وَسمع من أَبِيه وَجَمَاعَة، وَكَانَ نادرة عصره، وأعجوبة دهره فِي الْفَضَائِل والمكارم، حدث وَقعد للإملاء، وَحضر النَّاس الْكثير عِنْده بِحَيْثُ كَانَ لَهُ سِتَّة مستملين، وَكَانَ فِي الصغر إِذا أَرَادَ الْمُضِيّ إِلَى الْمَسْجِد ليقْرَأ تعطيه والدته دِينَارا فِي كل يَوْم ودرهما؛ وَتقول لَهُ: تصدق بِهَذَا على أول فَقير تَلقاهُ؛ فَكَانَ هَذَا دأبه فِي شبابه إِلَى أَن كبر، وَصَارَ يَقُول للْفراش كل لَيْلَة أطرح تَحت المطرح دِينَارا ودرهما - لِئَلَّا ينساه - فَبَقيَ على هَذَا مُدَّة؛ ثمَّ إِن الْفراش نسي لَيْلَة من اللَّيَالِي أَن يطْرَح لَهُ الدِّرْهَم وَالدِّينَار، فانتبه وَصلى، وقلب المطرح ليَأْخُذ الدِّرْهَم وَالدِّينَار، ففقدهما، فتطير من ذَلِك؛ وَظن أَنه لقرب أَجله، فَقَالَ للفراشين: خُذُوا كل مَا هُنَا من الْفراش، وَأَعْطوهُ لأوّل فَقير تلقونه، حَتَّى يكون كَفَّارَة لتأخير هَذَا. فَلَقوا أعمى هاشميا يتكئ على يَد امْرَأَة، فَقَالُوا: تقبل هَذَا، فَقَالَ: مَا هُوَ؟ فَقَالُوا: مطرح ديباج ومخاد ديباج، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، فأعلموا الصاحب بأَمْره، فَأحْضرهُ ورش عَلَيْهِ مَاء، فَلَمَّا أَفَاق سَأَلَهُ، فَقَالَ: اسألوا هَذِه الْمَرْأَة إِن لم تصدقوني، فَقَالُوا لَهُ: اشرح، فَقَالَ: أَنا رجل شرِيف، لي ابْنة من هَذِه الْمَرْأَة، خطبهَا رجل فزوجناه، ولي سنتَانِ، آخذ الْقدر الَّذِي يفضل عَن قوتنا، أَشْتَرِي لَهَا بِهِ جهازا. فَمَا كَانَ البارحة، قَالَت أمهَا: اشْتهيت لَهَا مطرح ديباج ومخاد ديباج، فَقلت: من أَيْن لي ذَلِك! وَجرى بيني وَبَينهَا خُصُومَة، إِلَى أَن سَأَلتهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>