للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَمن شعره:

(يَقُول النَّاس فِي مثل ... تذكر غَائِبا تره)

(فَمَالِي لَا أرى وطني ... وَلَا أنسى تذكره {)

٩٣٥ - إِسْمَاعِيل بن موهوب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر أَبُو مُحَمَّد بن الجواليقي

قَالَ ياقوت: كَانَ إِمَام أهل الْأَدَب بعد أَبِيه أبي مَنْصُور بالعراق، واختص بتأديب أَوْلَاد الْخُلَفَاء. وَكَانَ لَهُ معرفَة حَسَنَة باللغة وَالْأَدب، مليح الْخط، جيد الضَّبْط. وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع الْقصر، يقرئ فِيهَا الْأَدَب كل جُمُعَة، سمع مِنْهُ ابْن الْأَخْضَر وَالْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن حمدون وَغَيرهمَا.

روى أَن أَبَا الْحسن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن فطيراء نَاظر وَاسِط وَالْبَصْرَة وَمَا بَينهمَا من تِلْكَ النواحي دخل يَوْمًا إِلَى بعض الوزراء فِي أَيَّام المستضيء بِاللَّه، فَرَأى فِي مَجْلِسه الَّذِي كَانَ يجلس فِيهِ أَبَا مُحَمَّد بن الجواليقي هَذَا، فَلم يعرفهُ وهابه، فَجَلَسَ بَين يَدي الْوَزير، وَكَانَ ابْن فطيراء مَعْرُوفا بالمزاح، فَقَالَ للوزير: يَا مَوْلَانَا، من هَذَا الَّذِي قد جلس فِي مجلسي؟ فَقَالَ: هَذَا الشَّيْخ الإِمَام أَبُو مُحَمَّد بن الجواليقي، فَقَالَ: وَأي أَرْبَاب المناصب هُوَ؟ قَالَ: لَيْسَ هُوَ من أَرْبَاب المناصب، هَذَا الإِمَام الَّذِي يُصَلِّي بأمير الْمُؤمنِينَ، فَقَامَ مبادرا، وَأخذ بِيَدِهِ وأزاحه عَن مَوْضِعه، وَجلسَ فِيهِ، وَقَالَ لَهُ: أَيهَا الشَّيْخ، يَنْبَغِي أَن تتشامخ على إِمَام الْوَزير وَمن دونه، فتجلس فَوْقهم، لِأَنَّك أَعلَى مِنْهُ منزلَة، فَأَما على أَنا وَأَنا نَاظر الْبَصْرَة وواسط وَمَا بَينهمَا فَلَا} فَمَا تمالك أهل الْمجْلس من الضحك أَن يمسكوه.

مولد الشَّيْخ أبي مُحَمَّد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي شَوَّال سنة خمس وَسبعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>