وَكَانَ حسن التذهيب والتجليد حظي عِنْد الْوَزير المحروق ورتب لَهُ مَعْلُوما، وَجعله نَاظرا لخزانة الْكتب السُّلْطَانِيَّة، ثمَّ وَقع بَينهمَا، فاعتقله ثمَّ أخرجه إِلَى إفريقية، فَلَمَّا مَاتَ الْوَزير رَجَعَ إِلَى الأندلس، فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ ببونة عَام ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
٧٥ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَرْزُوق أَبُو عبد الله التلمساني العجيسي الْمَالِكِي الْعَلامَة
ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة، وَتقدم فِي بِلَاده، وتمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالْأَدب.
وَسمع من مَنْصُور المشدالي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرفيع، ورحل إِلَى الْمشرق فِي كنف وحشمة، وَسمع بِمَكَّة من عِيسَى الحجي، وبمصر من أبي حَيَّان وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي والجلال الْقزْوِينِي، والبدر الفارقي، والتقى السُّبْكِيّ، والقطب الْحلَبِي، وَابْن عَدْلَانِ، وَابْن القماح، وَابْن غالي الدمياطي، والتاج التبريزي، والأصفهاني، والبرهان الحكري، والسفاقسي، والبرهان بن الفركاح، وخلائق. واعتنى بذلك، فبلغت شُيُوخه ألفي شيخ. وَكتب خطا حسنا وَشرح الشفا والعمدة.
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: وَكَانَ مليح الترسل، حسن اللِّقَاء، كثير التودد، ممزوج الدعابة بالوقار، والفكاهة بالتنسك، غاص الْمنزل بالطلبة، مشاركاً فِي الْفُنُون.
ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأندلس، فَأقبل عَلَيْهِ سُلْطَان الأندلس إقبالاً عَظِيما، وقلده الخطابة، ثمَّ وَقعت لَهُ كائنة بِسَبَب قَتِيل اتهمَ بمصاحبته، فانتهبت أَمْوَاله، وأقطعت رباعه، واصطفيت أم أَوْلَاده، وَتَمَادَى بِهِ الاعتقال إِلَى أَن وجد الفرصة فَركب الْبَحْر إِلَى الْمشرق، وتقدمه أَهله وَأَوْلَاده. قَالَ ابْن حجر: فوصل إِلَى تونس،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute