وَصَارَ رَئِيس الْأَصْحَاب بمراغة، وَكَانَ يجيد درس الْحِكْمَة. وَكتب الْحَوَاشِي على التَّجْرِيد وَغَيره، وَكتب لوَلَده النصير شرحا على قَوَاعِد العقائد، وَلما توجه النصير إِلَى بَغْدَاد سنة ثِنْتَيْنِ وَسبعين وسِتمِائَة لَازمه، فَلَمَّا مَاتَ النصير فِي هَذِه السّنة صعد إِلَى الْموصل واستوطنها. ودرس بِالْمَدْرَسَةِ النورية بهَا، وفوض إِلَيْهِ النّظر فِي أوقافها. وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب بِثَلَاثَة شُرُوح؛ أشهرها الْمُتَوَسّط. وَتكلم فِي أصُول الْفِقْه، وَأخذ على السَّيْف الْآمِدِيّ، ثمَّ فوض إِلَيْهِ تدريس الشَّافِعِيَّة بالسلطانية. وَمَات رَابِع عشر صفر سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة.
وَذكره الْإِسْنَوِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة، وَقَالَ: شرح الحاجبية، وَمَات سنة ثَمَان عشرَة.
وَقَالَ الصَّفَدِي: كَانَ شَدِيد التَّوَاضُع، يقوم لكل أحد حَتَّى السقاء، شَدِيد الْحلم، وافر الْجَلالَة عِنْد التتار. شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ. والشافية فِي التصريف، وعاش بضعا وَسبعين سنة.
١٠٨٠ - الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الله الطَّيِّبِيّ
بِكَسْر الطَّاء. الإِمَام الْمَشْهُور الْعَلامَة فِي الْمَعْقُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان. قَالَ ابْن حجر: كَانَ آيَة فِي اسْتِخْرَاج الدقائق من الْقُرْآن وَالسّنَن، مُقبلا على نشر الْعلم، متواضعا حسن المعتقد، شَدِيد الرَّد على الفلاسفة والمبتدعة، مظْهرا فضائحهم، مَعَ استيلائهم حِينَئِذٍ؛ شَدِيد الْحبّ لله وَرَسُوله، كثير الْحيَاء، ملازما لأشغال الطّلبَة فِي الْعُلُوم الإسلامية بِغَيْر طمع، بل يخدمهم ويعينهم، ويعير الْكتب النفيسة لأهل بَلَده وَغَيرهم؛ من يعرف وَمن لَا يعرف، محبا لمن عرف مِنْهُ تَعْظِيم الشَّرِيعَة. وَكَانَ ذَا ثروة من الْإِرْث وَالتِّجَارَة، فَلم يزل يُنْفِقهُ فِي وُجُوه الْخيرَات، حَتَّى صَار فِي آخر عمره فَقِيرا.
صنف: شرح الْكَشَّاف، التَّفْسِير، التِّبْيَان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، شَرحه، شرح الْمشكاة. وَكَانَ يشْتَغل فِي التَّفْسِير من بكرَة إِلَى الظّهْر وَمن ثمَّ إِلَى الْعَصْر فِي الحَدِيث
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute