وَمن نظم أبي الْيمن الْكِنْدِيّ:
(يَا سيف دين الله عش سالما ... فالدين مَا عِشْت بِهِ باره)
(وَدم لأهل الْعلم مَا دَامَت ... الدُّنْيَا فَأَنت الْعَالم الداره)
(إِن الَّذِي يسمو إِلَى نيل مَا ... شيدت من أكرومة واره)
(كم لَك عِنْد الرّوم من وقْعَة ... ذكرك فِي الدُّنْيَا بهَا جَاره)
(عففت إِلَّا عَن نفوس لَهُم ... أَنْت إِلَيْهَا أبدا شاره)
(وَكم لَهُم من مقلة طرفها ... للذل من أدمعه ماره)
(أَنْت بإذلال العدا حَيْثُمَا ... كَانُوا وإعزاز العدا غاره)
(كم تَشْتَكِي الْخَيل إِلَيْك السرى ... هَل أَنْت بالرفق لَهَا آره!)
(أنحلتها بالغزو حَتَّى اسْتَوَى ... فِي الأين مِنْهَا الْجذع والقاره)
(هذي قوافي الخالويهي لَا ... يطْرَح مِنْهَا لَفْظَة طاره)
(ألفها الْكِنْدِيّ طَوْعًا وَلنْ ... يَسْتَوِي الطائع والكاره)
(والخلعة الْحَسْنَاء حَقي على ... مَا قلته والمركب الفاره)
باره أَي مترجرج نعْمَة: دَاره براق. وواره: أَحمَق. وجاره: معلن. وشاره: من الشره. وماره: غير مكحل. وغاره: مغرى. وآره: مريح. والقاره: القارح. وطاره: طارح. والفاره؛ من صِفَات الْبَغْل وَالْحمار وَلَا يُوصف بِهِ الْفرس.
حضر التَّاج الْكِنْدِيّ فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة خمس وسِتمِائَة عِنْد الْوَزير وَحضر ابْن دحْيَة، فأورد ابْن دحْيَة حَدِيث الشفاعية؛ فَلَمَّا وصل إِلَى قَول الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء " فتح ابْن دحْيَة الهمزتين، فَقَالَ الْكِنْدِيّ: " وَرَاء وَرَاء "؛ بِضَم الهمزتين، فعسر ذَلِك على ابْن دحْيَة. وصنف فِي الْمَسْأَلَة كتابا سَمَّاهُ الصارم الْهِنْدِيّ فِي الرَّد على الْكِنْدِيّ، وَبلغ ذَلِك الْكِنْدِيّ، فَعمل مصنفا سَمَّاهُ نتف اللِّحْيَة من ابْن دحْيَة. وَورد على الْكِنْدِيّ سُؤال فِي الْفرق بَين " طَلقتك إِن دخلت الدَّار "، وَبَين " إِن دخلت الدَّار طَلقتك "؛ فألف فِي الْجَواب عَنهُ