للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٤٣ - سعيد بن مُخَارق بن يحيى بن حسان الإلبيري

قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: عني بِعلم اللُّغَة وَالْإِعْرَاب وَحفظ غريبي أبي عبيد وَابْن قُتَيْبَة، ثمَّ تطلع لواجب الرياسة وصحبة السُّلْطَان؛ فَخرج عَن طبقته، ثمَّ انقبض وَعَكَفَ على الْعلم.

وَمَات سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة.

١٢٤٤ - سعيد بن مسْعدَة أَبُو الْحسن الْأَخْفَش الْأَوْسَط

وَهُوَ أحد الأخافش الثَّلَاثَة الْمَشْهُورين ورابع الأخافش الْمَذْكُورين فِي هَذَا الْكتاب؛ كَانَ مولى بني مجاشع بن دارم من أهل بَلخ. سكن الْبَصْرَة، وَكَانَ أجلع لَا تنطبق شفتاه على لِسَانه. قَرَأَ النَّحْو على سِيبَوَيْهٍ، وَكَانَ أسن مِنْهُ، وَلم يَأْخُذ عَن الْخَلِيل، وَكَانَ معتزليا حدث عَن الْكَلْبِيّ وَالنَّخَعِيّ وَهِشَام بن عُرْوَة، وروى عَنهُ أَبُو حَاتِم السجسْتانِي، وَدخل بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة، وروى وصنف بهَا.

قَالَ: وَلما نَاظر سِيبَوَيْهٍ الْكسَائي وَرجع وَجه إِلَيّ فعرفني خَبره وَمضى إِلَى الأهواز وودعني، فوردت بَغْدَاد فَرَأَيْت مَسْجِد الْكسَائي، فَصليت خَلفه الْغَدَاة، فَلَمَّا انْفَتَلَ نم صلَاته وَقعد وَبَين يَدَيْهِ الْفراء والأحمر وَابْن سَعْدَان، سلمت عَلَيْهِ، وَسَأَلته عَن مائَة مَسْأَلَة، فَأجَاب بجوابات خطأته فِي جَمِيعهَا، فَأَرَادَ أَصْحَابه الْوُثُوب عَليّ، فَمَنعهُمْ عني وَلم يقطعني مَا رَأَيْتهمْ عَلَيْهِ مِمَّا كنت فِيهِ. وَلما فرغت قَالَ لي: بِاللَّه أَنْت أَبُو الْحسن سعيد بن مسْعدَة! فَقلت: نعم، فَقَامَ إِلَيّ وعانقني، وأجلسني إِلَى جنبه، ثمَّ قَالَ: لي أَوْلَاد أحب أَن يتأدبوا بك، ويتخرجوا عَلَيْك، وَتَكون معي غير مفارق لي، فأجبته إِلَى ذَلِك، فَلَمَّا اتَّصَلت الْأَيَّام بالاجتماع، سأني أَن أؤلف لَهُ كتابا فِي مَعَاني الْقُرْآن، فألفت كتابا فِي الْمعَانِي، فَجعله أَمَامه، وَعمل عَلَيْهِ كتابا فِي الْمعَانِي، وَعمل الْفراء كتابا فِي ذَلِك عَلَيْهِمَا، وَقَرَأَ على الْكسَائي كتاب سِيبَوَيْهٍ سرا، ووهب لَهُ سبعين دِينَارا.

وَقَالَ الْمبرد: أحفظ من أَخذ عَن سِيبَوَيْهٍ الْأَخْفَش، ثمَّ الناشي، ثمَّ قطرب.

قَالَ: وَكَانَ الْأَخْفَش أعلم النَّاس بالْكلَام، وأحذقهم بالجدل.

<<  <  ج: ص:  >  >>