للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٨٧ - سهل بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْقَاسِم أَبُو حَاتِم السجسْتانِي

من سَاكِني الْبَصْرَة. كَانَ إِمَامًا فِي عُلُوم الْقُرْآن واللغة وَالشعر، قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على الْأَخْفَش مرَّتَيْنِ، وروى عَنهُ أبي عُبَيْدَة وَأبي زيد والأصمعي وَعَمْرو بن كركرة وروح ابْن عبَادَة. وَعنهُ ابْن دُرَيْد وَغَيره.

وَدخل بَغْدَاد، فَسئلَ. عَن قَوْله تَعَالَى: {قوا أَنفسكُم} ، مَا يُقَال مِنْهُ للْوَاحِد؟ فَقَالَ: ق، فَقَالَ: فالاثنين؟ فَقَالَ: قيا، قَالَ: فالجمع؟ قَالَ: قوا، قَالَ: فاجمع لي الثَّلَاثَة، قَالَ: ق، قيا، قوا. قَالَ: وَفِي نَاحيَة الْمَسْجِد رجل جَالس مَعَه قماش، فَقَالَ لوَاحِد: احتفظ بثيابي حَتَّى أجيء، وَمضى إِلَى صَاحب الشرطة، وَقَالَ: إِنِّي ظَفرت بِقوم زنادقة يقرءُون الْقُرْآن على صياح الديك، فَمَا شعرنَا حَتَّى هجم علينا الأعوان والشرطة، فأخذونا وأحضرونا مجْلِس صَاحب الشرطة، فسألنا فتقدمت إِلَيْهِ وأعلمته بالْخبر، وَقد اجْتمع خلق من خلق الله، ينظرُونَ مَا يكون، فعنفني وعذلني، وَقَالَ: مثلك يُطلق لِسَانه عِنْد الْعَامَّة بِمثل هَذَا! وَعمد إِلَى أَصْحَابِي فضربهم عشرَة عشرَة، وَقَالَ: لَا تعودوا إِلَى مثل هَذَا، فَعَاد أَبُو حَاتِم إِلَى الْبَصْرَة سَرِيعا، وَلم يقم بَغْدَاد، وَلم يَأْخُذ عَنهُ أَهلهَا.

وَكَانَ أعلم النَّاس بالعروض واستخراج المعمى، وَكَانَ يعد من الشُّعَرَاء المتوسطين، وَكَانَ يعْنى باللغة، وَترك النَّحْو بعد اعتنائه بِهِ؛ حَتَّى كَأَنَّهُ نَسيَه؛ وَلم يكن حاذقا فِيهِ، وَكَانَ إِذا اجْتمع بالمازني فِي دَار عِيسَى بن جَعْفَر الْهَاشِمِي تشاغل، وبادر بِالْخرُوجِ خوف أَن يسْأَله مَسْأَلَة فِي النَّحْو.

وَكَانَ جماعا للكتب يتجر فِيهَا، ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات، وروى لَهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده.

صنف: إِعْرَاب الْقُرْآن، لحن الْعَامَّة، الْمَقْصُور والممدود، الْقرَاءَات، الوحوش، الطير، النحلة، الفصاحة، الهجاء، خلق الْإِنْسَان، الْإِدْغَام. وَغير ذَلِك.

توفّي سنة خمسين - أَو خمس وَخمسين، أَو أَربع وَخمسين، أَو ثَمَان وَأَرْبَعين - وَمِائَتَيْنِ، وَقد قَارب التسعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>