للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَسمع من جَعْفَر الصَّادِق وبهز بن حَكِيم وَابْن جريج وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن أبي عُرْوَة وخلقا. وروى عَنهُ البُخَارِيّ.

وَكَانَ حَافِظًا ثبتا، وَفِيه مزاح وكيس، رأى أَبَا حنيفَة يَوْمًا يُفْتى، وَقد اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ وآذوه، فَقَالَ: مَا هُنَا أحد يأتيني بشرطي {فَتقدم إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا حنيفَة، تُرِيدُ شرطيا؟ فَقَالَ: نعم، فَقَالَ: اقْرَأ عَليّ هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي معي، فَلَمَّا قَرَأَهَا قَامَ عَنهُ، فَقَالَ: أَيْن الشرطي؟ فَقَالَ: إِنَّمَا قلت: " تُرِيدُ "، وَلم أقل لَك: أجيء بِهِ} فَقَالَ: انْظُرُوا، أَنا احتال للنَّاس مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَقد احتال عليّ هَذَا الصَّبِي.

وَكَانَ كَبِير الْأنف، تزوج امْرَأَة، فَأَرَادَ أَن يقبلهَا فَمَنعه أَنفه، فَشد أَنفه على وَجههَا، فَقَالَت الْمَرْأَة: نحِّ ركبتك عَن وَجْهي.

وَمَات سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ.

١٣١٦ - ضِيَاء بن سعد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْقزْوِينِي الشَّيْخ ضِيَاء الدّين القرمي العفيفي

الْعَلامَة المتفنن، أحد الْعلمَاء الأكابر. كَانَ إِمَامًا عَالما بالتفسير والعربية، والمعاني وَالْبَيَان، وَالْفِقْه والأصلين؛ ملازما للاشتغال والإفادة؛ حَتَّى فِي حَال مَشْيه وركوبه؛ يتوقد ذكاء.

تفقه فِي بِلَاده، وَأخذ عَن أَبِيه والعضد والبدر التسترِي والخلخالي. وَتقدم فِي الْعلم قَدِيما، حَتَّى كَانَ الشَّيْخ سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ أحد من قَرَأَ عَلَيْهِ، وَحج قَدِيما، فَسمع من الْعَفِيف المطري. وَكَانَ يَقُول: أَنا حَنَفِيّ الْأُصُول، شَافِعِيّ الْفُرُوع، وَكَانَ يستحضر المذهبين، ويفتي فيهمَا، وَيحل الْكَشَّاف وَالْحَاوِي حلا إِلَيْهِ الْمُنْتَهى؛ حَتَّى يظنّ أَنه يحفظهما، وَيحسن إِلَى الطّلبَة بجاهه وَمَاله؛ مَعَ الدّين المتين، والتواضع الزَّائِد، وَالْعَظَمَة، وَكَثْرَة الْخَيْر وَعدم الشَّرّ.

وَلما قدم للقاهرة اسْتَقر فِي تدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية ومشيخة البيبرسية، وَكَانَ اسْمه عبيد الله؛ فَكَانَ لَا يرضى بذلك وَلَا يَكْتُبهُ لموافقته اسْم عبيد الله بن زِيَاد قَاتل الْحُسَيْن.

<<  <  ج: ص:  >  >>