١٣٧١ - عبد الله بن الْحسن بن أَحْمد بن يحيى بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ المالقي أَبُو مُحَمَّد
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مُحدثا حافلا ضابطا، حَافِظًا إِمَامًا فِي وقته، نحويا لغويا، أديبا كَاتبا، شَاعِرًا، عَارِفًا بالقراءات وطرقها، فَقِيها زاهدا، ورعا عَالما عَاملا؛ روى عَن أَبِيه وَالقَاسِم بن دحمان والسهيلي، وَعَن هَؤُلَاءِ أَخذ الْقرَاءَات والعربية؛ وَأَخذهَا أَيْضا عَن ابْن عروس وَابْن كوثر وَابْن الفخار. وَأَجَازَ لَهُ من الْمشرق الخشوعي وَغَيره.
وَقعد للإقراء بمالقة؛ وَله نَحْو عشْرين سنة، ورحل إِلَى غرناطة وإشبيلية وَغَيرهَا، وَعَاد إِلَى بَلَده، وَلزِمَ الإقراء وخطب بجامعها؛ ورحل إِلَيْهِ النَّاس واعتمدوه؛ ونافر أَبَا عَامر ابْن حسون أَيَّام ولَايَته مالقة، وَأنكر كثيرا من أَعماله؛ فَكَانَ سَببا لتأخره عَن الخطابة، وسمى فِيهَا ابْن حسون ووليها، وَجرى بَينه وَبَين أبي عَليّ الرندي منازعات؛ ألف فِيهَا كل مِنْهُمَا.
وَله تصانيف فِي الْعرُوض والقراءات؛ روى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَغَيره.
ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشْرين ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم السبت سَابِع ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
(سهرت أعين ونامت عُيُون ... لأمور تكون أَو لَا تكون)
(فاطرد الْهم مَا اسْتَطَعْت عَن النَّفس ... فحملانك الهموم جُنُون)
(إِن رَبًّا كَفاك بالْأَمْس مَا كَانَ ... سيكفيك فِي غَد مَا يكون)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute