للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٥٤ - عبد الْقَادِر بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْمَالِكِي

وَسبق بَقِيَّة نسبه فِي تَرْجَمَة جده أَحْمد. قَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين. نحوي مَكَّة الْعَلامَة، المفنن؛ أما التَّفْسِير فَإِنَّهُ كشاف خفياته، وَأما الحَدِيث فإليه الرحلة فِي رواياته ودراياته، وَأما الْفِقْه فَإِنَّهُ مَالك زمامه وناصب أَعْلَامه؛ وَأما النَّحْو فَإِنَّهُ محيي مَا درس من رسومه، ومبدي مَا أبهم من معلومه، وَإِذا ضل طالبوه عَن محجته اهتدوا إِلَيْهَا بنجومه؛ وَرثهُ لَا عَن كَلَالَة؛ وَقَامَ بِهِ أتم قيام فَلَو رَآهُ سِيبَوَيْهٍ لأقر لَهُ لَا محَالة. وَأما آدابه ومحاضراته فَحدث عَن الْبَحْر وَلَا حرج، وَأما مجالساته فأبهى من الرَّوْض الْأنف إِذا تفتح زهره وأرج. وَأما زهده فِي قضاياه فقد سَارَتْ بِهِ الركْبَان، وَأما غير ذَلِك من محاسنه فكثير يقصر عَن سردها اللِّسَان والبنان، فَهُوَ فِي الْعلم بَحر، وَفِي الرشد نجم، ولطلابه محط الرّحال.

ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا صيِّنا خيِّرا، وَسمع بهَا من التقي الفاسي وَأبي الْحسن بن سَلامَة وَجَمَاعَة، وأجازت لَهُ عَائِشَة بنت عبد الْهَادِي وَابْن الكويك وَعبد الْقَادِر الأرموي والبدر الدماميني وَخلق. وتفقه على جمَاعَة، وَأَجَازَهُ الْبِسَاطِيّ بالإفتاء والتدريس، وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وبرع فِيهَا وَفِي الْفِقْه، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب، وتصدر بِمَكَّة للإفتاء وتدريس الْفِقْه وَالتَّفْسِير والعربية وَغير ذَلِك. وَهُوَ إِمَام عَلامَة بارع فِي هَذِه الْعُلُوم الثَّلَاثَة، لَيْسَ بعد شَيْخي الكافيجي والشمني أنحى مِنْهُ مُطلقًا. وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول كلَاما حسنا، حسن المحاضرة جدا، كثير الْحِفْظ للآداب والنوادر، والأشعار وَالْأَخْبَار، وتراجم النَّاس وأحوالهم، فصيح الْعبارَة جدا، طلق اللِّسَان، قَادر على التَّعْبِير عَن مُرَاده بِأَحْسَن عبارَة وأعذبها وأفصحها، لَا تمل مُجَالَسَته، كثير الْعِبَادَة وَالصَّلَاة وَالْقِرَاءَة والتواضع ومحبة أهل الْفضل وَالرَّغْبَة فِي مجالستهم، وَلم ينصفني فِي مَكَّة أحد غَيره، وَلم أتردد فِيهَا إِلَى غَيره، وَلم أجالس بهَا سواهُ. وَكتب على شرحي الَّذِي على الألفية تقريظا بليغا، وَكَانَ قد دخل الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ

<<  <  ج: ص:  >  >>