للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بفضلائها، وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة بعد موت أبي عبد الله النويري فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، فباشره بعفة ونزاهة، وعزل وأعيد مرَارًا، ثمَّ أضرّ بِأخرَة، فَأَشَارَ بِأَن يُولى تِلْمِيذه ظهيرة بن أبي حَامِد بن ظهيرة، ثمَّ قدر أَن ظهيرة الْمَذْكُور توفّي فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وقدح لقَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين فأبصر، فأعيد إِلَى الْولَايَة، وَاسْتمرّ إِلَى الْآن حفظه الله تَعَالَى، وَأطَال عمره طَويلا، وأدامه على رباع الْمُسلمين ظلا ظليلا.

وَله تصانيف، مِنْهَا: هِدَايَة السَّبِيل فِي شرح التسهيل؛ يعتني بضبط أَلْفَاظه وتفسيرها خُصُوصا مَا يتَعَلَّق باللغة، لم يتم، حَاشِيَة على التَّوْضِيح، حَاشِيَة على شرح الألفية للمكودي، وَغَيرهَا. وَقد قلت فِي شَرحه:

(من يرد يَسْتَفِيد شرحا على التسهيل ... قد حَاز كل معنى جليل)

(فَعَلَيهِ بشرح قَاضِي الْقُضَاة الْعَالم ... الحبر فَهُوَ هادي السَّبِيل)

(وَهُوَ بَين الشُّرُوح كالبدر بَين الأنجم ... الزهر وَهُوَ شافي الغليل)

قَرَأت عَلَيْهِ جُزْء الأمالي لِابْنِ عَفَّان، وأسندت حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.

مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة.

١٥٥٥ - عبد القاهر بن طَاهِر بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ أَبُو مَنْصُور

قَالَ عبد الغافر: أستاذ كَامِل، ذُو فنون، فَقِيه أصولي أديب شَاعِر نحوي ماهر فِي الْحساب، عَارِف بالعروض. ورد نيسابور، وتفقه على أهل الْعلم والْحَدِيث، وَكَانَ ذَا ثروة فأنفق مَاله على الْعلم حَتَّى افْتقر، وَلم يكْسب بِعِلْمِهِ مَالا. صنّف فِي الْعُلُوم، وأربى على أقرانه فِي الْفُنُون، ودرس سَبْعَة عشر علما، وأملى الحَدِيث؛ وَكَانَ كثير الشُّيُوخ، سخي النَّفس، طيب الْأَخْلَاق.

مَاتَ بأسفرايين سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>