بفضلائها، وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة بعد موت أبي عبد الله النويري فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، فباشره بعفة ونزاهة، وعزل وأعيد مرَارًا، ثمَّ أضرّ بِأخرَة، فَأَشَارَ بِأَن يُولى تِلْمِيذه ظهيرة بن أبي حَامِد بن ظهيرة، ثمَّ قدر أَن ظهيرة الْمَذْكُور توفّي فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وقدح لقَاضِي الْقُضَاة محيي الدّين فأبصر، فأعيد إِلَى الْولَايَة، وَاسْتمرّ إِلَى الْآن حفظه الله تَعَالَى، وَأطَال عمره طَويلا، وأدامه على رباع الْمُسلمين ظلا ظليلا.
وَله تصانيف، مِنْهَا: هِدَايَة السَّبِيل فِي شرح التسهيل؛ يعتني بضبط أَلْفَاظه وتفسيرها خُصُوصا مَا يتَعَلَّق باللغة، لم يتم، حَاشِيَة على التَّوْضِيح، حَاشِيَة على شرح الألفية للمكودي، وَغَيرهَا. وَقد قلت فِي شَرحه:
(من يرد يَسْتَفِيد شرحا على التسهيل ... قد حَاز كل معنى جليل)