للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٦٧ - عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس أَبُو حَيَّان التوحيدي

بِالْحَاء الْمُهْملَة، نِسْبَة إِلَى نوع من التَّمْر يُسمى التَّوْحِيد. وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر: يحْتَمل أَن يكون إِلَى التَّوْحِيد الَّذِي هوالدين؛ فَإِن الْمُعْتَزلَة يسمون أنفسهم أهل الْعدْل والتوحيد. شيرازي الأَصْل؛ وَقيل: نيسابوري.

قَالَ ياقوت: كَانَ متفننا فِي جَمِيع الْعُلُوم من النَّحْو واللغة وَالشعر وَالْأَدب وَالْفِقْه وَالْكَلَام، معتزليا يسْلك فِي تصانيفه مَسْلَك الجاحظ، شيخ الصُّوفِيَّة، فيلسوف الأدباء، أديب الفلاسفة، إِمَام البلغاء، سخيف اللِّسَان، قَلِيل الرِّضَا عِنْد الْإِسَاءَة إِلَيْهِ وَالْإِحْسَان، فَرد الدُّنْيَا الَّذِي لَا نَظِير لَهُ ذكاء وفطنة، وفصاحة ومكنة، حفظَة. وَاسع الرِّوَايَة والدراية، يتشكى من زَمَانه، ويبكي فِي تصانيفه على حرمانه؛ أَقَامَ بِبَغْدَاد مُدَّة وَمضى إِلَى الرّيّ، وَصَحب أَبَا الْفضل بن العميد والصاحب بن عباد فَلم يحمدهما؛ وصنّف فِي مثالبهما كتابا.

وصنّف: الرَّد على ابْن جني فِي شعر المتنبي، المحاضرات والمناظرات، الإمتاع والمؤانسة فِي مجلدين، الحنين إِلَى الأوطان، تقريظ الجاحظ، البصائر والذخائر، وَكتاب الصّديق والصداقة فِي مُجَلد. وَكتاب المقابسات فِي مُجَلد، وَكتاب مثالب الوزيرين: أبي الْفضل بن العميد والصاحب ابْن عباد - وَبَالغ فِي التعصب عَلَيْهِمَا وَمَا أنصفهما، وَهَذَا الْكتاب من الْكتب المحدودة مَا ملكه أحد إِلَّا وتعكست أَحْوَاله - وَغير ذَلِك.

أحرق كتبه فِي آخر عمره لقلَّة جدواها وضنّا بهَا على من لَا يعرف مقدارها، فعذله القَاضِي أَبُو سهل على ذَلِك، فَكتب إِلَيْهِ معتذرا كتابا طَويلا سقناه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.

قلت: فَلَعَلَّ النّسخ الْمَوْجُودَة الْآن من تصانيفه كتبت عَنهُ فِي حَيَاته وَخرجت عَنهُ قبل حرقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>