تدريس التنيبة، فَلم يجب، ثمَّ ولي تدريس المستنصرية. وَقدمه فِي الزّهْد والحقيقة متمكّنه، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة، دَائِم الْخلْوَة، مُجَردا من أَسبَاب الدُّنْيَا؛ مَعَ حسن خُلق وتواضع، وَشرف نفس ولطف طبع.
مَاتَ سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَقد قَارب السّبْعين.
١٨٥٧ - عمر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد ابْن زيد بن دِرْهَم القَاضِي أَبُو الْحُسَيْن بن أبي عمر
قَالَ ياقوت: لَهُ غَرِيب الحَدِيث؛ كَبِير لم يتم، والفرج بعد الشدَّة، وَهُوَ أول من صنّف فِي ذَلِك. وقلده المقتدر رياسة فِي حَيَاة أَبِيه، فَخلع عَلَيْهِ وَركب مَعَه الخَلق، فَكَانَ النَّاس يثلبونه ويتعجبون من ولَايَته، فَقَالَ بَعضهم لآخر: مَا ترى كَثْرَة تعجب النَّاس من تقلد هَذَا الصَّبِي مَعَ فَضله وجلالته وَعلمه! فَقَالَ: لَا تعجب من هَذَا، فلعهدي وَقد ركبت مَعَ أَبِيه أبي عمر يَوْم خُلع عَلَيْهِ، وَالنَّاس يتعجبون من تقلده أَضْعَاف هَذَا الْعجب؛ حَتَّى خفنا أَن يثبوا علينا، وَهُوَ أَبُو عمر وَقدره فِي الْفضل والنبل مَعْرُوف، وَلَكِن النَّاس يسرعون إِلَى الْعجب مِمَّا لم يألفوه.
وَقَالَ غَيره: كَانَ عَارِفًا بفنون الْعلم والفرائض والحساب واللغة والنحو وَالشعر والْحَدِيث.
صنّف: الْمسند وَغَيره، وناب عَن أَبِيه فِي الْقَضَاء، ثمَّ اسْتَقل بعده.
مَاتَ لثلاث عشرَة بقيت من شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة.
١٨٥٨ - عمر بن مظفر بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس الإِمَام زين الدّين بن الوردي الْمصْرِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي
كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه والنحو وَالْأَدب، مفننا فِي الْعلم، ونظمه فِي الذرْوَة الْعليا والطبقة القصوى، وَله فَضَائِل مَشْهُورَة. قَرَأَ على الشّرف الْبَارِزِيّ وَغَيره. وصنّف: الْبَهْجَة فِي نظم الْحَاوِي الصَّغِير، شرح ألفية بن مَالك، ضوء الدرة على ألفية ابْن معطى، اللّبَاب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute