للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذَا معرفَة بِنَقْد الشّعْر وَغَيره، بارعا فِي التَّعْلِيم، ناصحا، أبقى الله بِهِ مَا بأيدي أهل الْمغرب من الْعَرَبيَّة. لَازم أَبَا بكر مُحَمَّد بن خلف بن صَاف حَتَّى أحكم الْفَنّ، وَأخذ عَن ابْن ملكون وَغَيره، وأقرأ نَحْو سِتِّينَ سنة، وَعلا صيته، واشتهر ذكره، وبرع من طلبته جلة، وقلما تأدب بالأندلس أحد من أهل وقتنا إِلَّا وَقَرَأَ عَلَيْهِ، واستند وَلَو بِوَاسِطَة إِلَيْهِ.

روى عَن السُّهيْلي وَابْن بشكوال وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ السلَفِي وَغَيره، وَأخذ عَنهُ ابْن أبي الْأَحْوَص وَابْن فرتون وَجَمَاعَة.

وصنّف تَعْلِيقا على كتاب سِيبَوَيْهٍ، وشرحين على الجزولية، وَله كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ التوطئة.

وَكَانَ فِيهِ غَفلَة، قعد يَوْمًا إِلَى جَانب نهر وَبِيَدِهِ كراسة يطالع فِيهَا، فَوَقع كراس فِي المَاء فغرفه بآخر.

مولده سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة.

أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، وتكرر فِي جمع الْجَوَامِع.

وَله:

(قَالُوا حَبِيبك ملتاث فَقلت لَهُم ... نَفسِي الْفِدَاء لَهُ من كل مَحْذُور)

(يَا لَيْت علته بِي غير أَن لَهُ ... أجر العليل وَأَنِّي غير مأجور)

قلت: كَذَا نسبهما إِلَيْهِ الصَّفَدِي: ونسبهما بعد ذَلِك لمُحَمد البيدق.

١٨٥٦ - عمر بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو حَفْص الفرغاني الْحَنَفِيّ

قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْخلاف وَالْكَلَام وَعلم الْعَرَبيَّة، وَكتب خطا مليحا، وَله نظم ونثر، قدم بَغْدَاد شَابًّا، وَصَحب الشهَاب السهروردي. وَعرض عَلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>