ذَا معرفَة بِنَقْد الشّعْر وَغَيره، بارعا فِي التَّعْلِيم، ناصحا، أبقى الله بِهِ مَا بأيدي أهل الْمغرب من الْعَرَبيَّة. لَازم أَبَا بكر مُحَمَّد بن خلف بن صَاف حَتَّى أحكم الْفَنّ، وَأخذ عَن ابْن ملكون وَغَيره، وأقرأ نَحْو سِتِّينَ سنة، وَعلا صيته، واشتهر ذكره، وبرع من طلبته جلة، وقلما تأدب بالأندلس أحد من أهل وقتنا إِلَّا وَقَرَأَ عَلَيْهِ، واستند وَلَو بِوَاسِطَة إِلَيْهِ.
روى عَن السُّهيْلي وَابْن بشكوال وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ السلَفِي وَغَيره، وَأخذ عَنهُ ابْن أبي الْأَحْوَص وَابْن فرتون وَجَمَاعَة.
وصنّف تَعْلِيقا على كتاب سِيبَوَيْهٍ، وشرحين على الجزولية، وَله كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ التوطئة.