(إِن الْكِرَام بأسرهم قد أغلقوا ... بَاب السماح وضيعوا المفتاحا)
١٩١٩ - الْقَاسِم بن سَلام - بتَشْديد اللاّم - أَبُو عبيد كَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا روميا، وَكَانَ أَبُو عبيد إِمَام أهل عصره فِي كل فن من الْعلم، أَخذ عَن أبي زيد وَأبي عُبَيْدَة والأصمعي وَأبي مُحَمَّد اليزيدي وَابْن الْأَعرَابِي وَالْكسَائِيّ وَالْفراء وَغَيرهم؛ وروى النَّاس من كتبه نيفا وَعشْرين كتابا.
وَقَالَ أَبُو الطّيب: مُصَنف حسن التَّأْلِيف إِلَّا أَنه قَلِيل الرِّوَايَة، يقتطع من اللُّغَة علوما افتنّ بهَا، وَكتابه الْغَرِيب المُصَنّف اعْتمد فِيهِ على كتاب رجل من بني هَاشم، جمعه لنَفسِهِ. وَأخذ كتب الْأَصْمَعِي فبوّب مَا فِيهَا، وأضاف إِلَيْهَا شَيْئا من علم أبي زيد وَرِوَايَات عَن الْكُوفِيّين، وَكَذَا كِتَابه فِي غَرِيب الحَدِيث وغريب الْقُرْآن انتزعهما من غَرِيب أبي عُبَيْدَة؛ وَكَانَ مَعَ هَذَا ثِقَة ورعا لَا بَأْس بِهِ، وَلَا نعلمهُ سمع من أبي زيد شَيْئا، وَكَانَ نَاقص الْعلم بالإعراب.
وَقَالَ غَيره: كَانَ أَبُو عبيد فَاضلا فِي دينه وَعلمه، ربانيا مفتيا فِي الْقُرْآن وَالْفِقْه وَالْأَخْبَار والعربية، حسن الرِّوَايَة، صَحِيح النَّقْل، سمع مِنْهُ يحيى بن معِين وَغَيره.